كعادتهم كل عام يتوافد الملايين من حجاج بيت الله الحرام والمسجد النبوي ولم تتوان دولتنا ممثلة بجميع أجهزتها ذات العلاقة بتقديم ما تستطيع وكل ما في وسعها لخدمة ضيوف الرحمن من أرجاء المعمورة. أعلنها صريحة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله خلال لقائه قادة أمن الحج المشاركة في حج هذا العام فقال أيده الله: (أننا لا نعتبر ما نقوم به في هذا السبيل فضلاً أو منة فالفضل والمنة لله جل جلاله فما قمنا ونقوم به من جهود ليست سوى جزء من الواجب الذي كرمنا الله عز وجل بحمله وهذا الواجب وديعة في أعناقنا جميعاً). العاقل ذو النظرة الصادقة والضمير الحي يعرف ما تقوم به المملكة وما تبذله من جهود وما تحمله على عاتقها من أعمال متواصلة وجليلة في سبيل هذه الخدمة العظيمة وما تقدمه لضيوفها طوال العام. شاهدت واستمعت مؤخراً لتغطية حادثة منى المحزنة وبعض البرامج كذلك في قناة (الجزيرة) الفضائية الذي استضيف بها عدداً من المنتقدين - كعادة تلك القناة - فأخذ هؤلاء بانتقاد جهود المملكة وتقصيرها في خدمة الحجاج!! وعللت القناة سبب التدافع هذا العام والذي راح ضحيته 363 حاجاً إلى مرور موكب شخصية مهمة!! وبثت القناة أرقام هواتف لمن يملك معلومات ضد تلك الحادثة أما من يتصل ويتحدث بصدق عما شاهده في المشاعر ويثني على ما وجده من خدمة فهذا المتصل سيقطع اتصاله حتماً! أما من يتصل لتوجيه الاتهامات والانتقادات لما يجده الحجاج فهذا سيستقبل اتصاله ويشكر أيضاً! كل هذا للأسف الشديد دليل على الدناءة واهمال أخلاقيات المهنة الإعلامية النزيهة لعكس الصورة الحقيقية. فمثل هذه الحوادث المؤسفة ليست مفرحة ولا تستدعي ان تكون وسيلة لتوجيه الاتهامات والانتقادات عن جهل وعدم دراية. كل تلك الأعمال التي انتهجتها كعادتها المعتادة تلك القناة من أجل الانتقاد وتغيير الصورة وتشويهها بعكس الواقع المشهود الذي سينقله هذا الحاج أو الزائر من أي دولة اتى عندما يمن الله عليه بأداء فريضه ويعود إلى أهله ووطنه. المملكة بحكومتها وأجهزتها ومؤسساتها وأفرادها ولله الحمد لم تقصر بشيء - والكل يعلم - ما تقدمه وما تشيده وما تبذله من أعمال ومنشآت وخدمات تستقبل هؤلاء الحجاج والمعتمرين من لحظة دخولهم أراضي المملكة إلى حين خروجهم من حدودها مزودين بنسخة من المصحف الشريف مهداة من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله. الكثير من البرامج والمطبوعات الدينية والتوعية والإرشاد توزع على الضيوف لاطلاعهم على ما قد يحتاجونه أو ينقصهم من معرفة يقوم بها رجال ذوو خبرة ومعرفة كل في مجاله ومتطوعين نذروا أنفسهم لخدمة ضيوف الرحمن. الازدحام والتدافع وغيرها حوادث تكاد تتكرر في حج كل عام ليس لسوء تخطيط أو تنظيم بل من أسبابها الرئيسية عدم تقيد بعض الحجاج هداهم الله بالتعليمات والإرشادات التي توضع لهم ويطلب منهم التقيد بها، فيتساهلون مثلاً بحمل الأمتعة أو افتراش الممرات أو يتعجلون برمي الجمرات فيحدث مثل تلك الحوادث المؤلمة التي ندعو المولى جل وعلا ان يرحم من توفي فيها ويتقبلهم شهداء في جنته ويجبر مصاب أهلهم وذويهم. جهود جبارة وخدمات متواصلة تبذلها وستبذلها حكومتنا الرشيدة وأجهزة دولتنا بمختلف اختصاصها بإذن الله كل عام لخدمة هؤلاء الضيوف. فالقافلة سوف تسير وخدمة زوار وحجاج بيت الله الحرام ستتواصل إن شاء الله غير مكترثين بأصوات واتهامات من يتجاهلون ما تقدمه المملكة في سبيل هذه الخدمة الجليلة. أثاب الله خادم الحرمين ورجال هذه البلاد فرداً فرداً على ما يقدمونه لضيوف بيت الله الحرام، وحفظ الله حجاج بيته وزواره من كل مكروه.