جاء في إحدى الصحف أن بائع مكسرات متجول تعرض لاصطدام دراجة نارية بأربع عجلات (دباب) به مما أدى إلى إصابته بجرح بليغ في رأسه فيما لاذ صاحب الدراجة بالفرار لأن الدراجة لا تحمل لوحة مرورية.. الخ وهو حدث يتكرر في هذه الأيام في كورنيش جدة، فقد انتشرت الدبابات على الكورنيش ساحاته وأرصفته ويقودها في الغالب أطفال صغار لا يحسنون قيادتها والتحكم فيها الأمر الذي حرم الأشخاص من المشي فيه، وحرم الأسر من افتراشه، هذا في الوقت الذى لم يعد فيه وجود حقيقي للكورنيش بعد أن انتشرت فيه المقاهي وساحات الألعاب الشائهة، وكنت قد اجتمعت مع مجموعة من الأخوان مع المهندس عبد الله المعلمي بعد تعيينه أمينا لجدة، ووعدنا آنذاك بإصلاح أرصفته وتوسعتها، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث بل جاء المعلمي وذهب قائدا وابور زلط مشى على جدة ومسح بها الأرض بحيث لا يوجد فيها الان شارع مسفلت بل مجموعة من الحفر والمطبات التي يتعثر فيها المشاة وتتحطم السيارات، وقد غبت عن جدة عاما كاملا فهالني الخراب الذي حل بها ونفايات البناء التى ملأت أراضيها البيضاء، والحدائق التي بدأت تتحول إلى مجمعات للنفايات، ومع الأسف رغم مرور عام أو بعض العام على تعيين الأمين الجديد إلا أن بصماته لم تظهر بعد على المدينة وليست هناك إرهاصات تبشر بذلك، في حين أن المدينة القديمة قد أهملت تماما وتحولت إلى أوكار للجريمة من مصانع الخمر إلى دور الدعارة إلى مستودعات الأغذية الفاسدة، وملاذ للهاربين من القانون والمتخلفين ورغم ما تقوم به قوات الأمن من حملات إلا أنهم عاجزون عن تخليص المدينة منها بدليل أنه كلما أقفل وكر حلت محله أوكار، ويبدو أنه ليس أمامنا سوى أن نردد : لا حول ولا قوة إلا بالله.