أوضح نائب وزير الشؤون البلدية والقروية الدكتور حبيب زين العابدين انه قد بوشر العمل بهدم جسر الجمرات القديم للبدء بتنفيذ الجسر الجديد، مشيرا ل «الرياض» الى ان عملية البناء ستتم فور الانتهاء من رفع الانقاض وبدء عملية الحفر لوضع الأساسات. وحول مواعيد تنفيذ الجسر ومراحله بين الدكتور حبيب انه تم توزيع عملية البناء على عدة مراحل الاولى منها تشمل الأعمال الانشائية واقامة دورين يستوعب كل منهما 125 الف حاج في الساعة كحد أقصى، مشيراً الى ان هذه المرحلة تعد من أصعب المراحل لاعتمادها على وضع الأساسات الأولية وتنفيذ المداخل والمخارج والأنفاق التي توفر السلامة لضيوف الرحمن أثناء أدائهم للرجم. وعن الموعد المحدد للانتهاء من تنفيذ الجسر بكافة مراحله أوضح الدكتور حبيب زين العابدين أن الانتهاء الكامل من الجسر سيكون في موسم حج عام 1429ه. وكان تطوير جسر الجمرات قد بدأ من عام 1395ه حيث بدأ العمل على تطوير جسر الجمرات بمنى والذي نفذ من قبل وزارة المواصلات بعرض 40 متراً بمطلعين من الجهة الشرقية والغربية ومنحدرين بجوار جمرة العقبة من الدور العلوي من الجهة الشمالية والجنوبية وذلك لنزول الحجاج. كما تواصل الاهتمام بتطوير الجسر ليشهد في عام 1399ه تنفيذ منحدرات من الخرسانة المسلحة كمطالع ومنازل الى المستوى الثاني من الجمرات على جانبي الجسر مقابل الجمرة الصغرى قام بها مشروع تطوير منى التابع لوزارة الأشغال العامة والإسكان سابقاً وزارة الشؤون البلدية والقروية حالياً. وتواصلت عملية التوسعة لمواجهة الأعداد المتزايدة من الحجاج حيث تمت توسعة الجسر في عام 1405ه ليتم زيادة عرضه الى 20 متراً وبطول 120 متراً من الجهة الشمالية الموالية للجمرة الصغرى. كما شهد الجسر توسعة أخرى في عام 1410ه شملت زيادة عرض الجسر الى 80م وبطول 520م وتوسيع منحدر الصعود الى 40م بطول 300م وانشاء خمسة أبراج للخدمات على جانبي الجسر وتنفيذ اللوحات الإرشادية والإنارة والتهوية وبلغت مساحته الإجمالية 57,600م2. ودخل جسر الجمرات مرحلة جديدة من التنظيم والتطوير حيث أجريت في عام 1415ه عملية تعديل على مراحل مختلفة وبشكل جمع بين منظر الجسر وتمثيل حركة الحجاج عليه. وتمت عملية طرح مشروع جسر الجمرات الجديد في شكله الجديد في مناقصة عامة طرحتها وزارة الشؤون البلدية والقروية أمام الشركات الوطنية المؤهلة لتقديم عروضها بتكلفة تبلغ 4 مليارات ريال. ويتكون المشروع الجديد للجسر المزمع البدء بتنفيذه خلال الأيام القادمة بعد ازالة الجسر الحالي إقامة أربعة أدوار، حيث تم وضع التصميم من قبل معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى وفرع وزارة الشؤون البلدية والقروية لشؤون الإسكان وقامت جهات أخرى بإجراء بعض الدراسات على الجسر ومنها الهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.. ووفقاً للمواصفات فإن أساسات المشروع قادرة على تحمل عشرة طوابق وخمسة ملايين حاج في اليوم خلال المرحلة الثانية ويرتفع الدور الواحد اثني عشر متراً وبعرض تسعين متراً، كما يحتوي المشروع على ثلاثة أنفاق وأعمال إنشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي. ووفقاً للتصاميم فإن المشروع يوفر 11 مدخلاً للجمرات و12 مخرجاً وفي الاتجاهات الأربعة. ويعد نقلة حضارية وهندسية توفر الحماية والأمان لضيوف الرحمن خلال توجههم لرمي الجمرات، وسينفذ المشروع الجديد على مراحل ويشتمل على نظام تبريد متطور يعمل على نظام التكييف الصحراوي ويعطي نوعاً من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات مما يؤدي لتخفيض درجة الحرارة الى نحو (29) درجة. وتضمنت تصاميم المشروع أنفاقاً أرضية لفصل سيارات الخدمات عن حركة المشاة أعدت بناء على دراسات ميدانية وهندسية. ويتضمن مشروع تطوير جسر الجمرات تنفيذ مشاريع جديدة في منطقة الجمرات تشمل إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول الى جسر الجمرات من خلال توزيعها على (6) اتجاهات (3) من الناحية الجنوبية و(3) من الناحية الشمالية حيث تمت ازالة عدد من الخيام وقد تم ايجاد مصطبتين لاستيعاب الخيام التي تمت ازالتها. حوادث جسر الجمرات في عام 1994 أدى تدافع للحجاج على جسر الجمرات الى وفاة نحو 270 حاجا، كما شهد عام 1998 وفاة 119 حاجا أثناء عملية الرجم، وفي عام 2001 أسفر تدافع الحجاج الى وفاة 35 حاجا، وفي عام 2003 توفي 14 حاجا كما توفي في عام 2004م 251 حاجا. ومن المؤكد أن حادثة جسر الجمرات لهذا العام والتي أودت بحياة 363 حاجا سببت ألماً للكثير من المسلمين إذ جاءت ظروفها وتفصيلاتها في وقت لا يملك فيه الجميع سوى الدعاء لمن توفاهم الله بالرحمة والشفاء للمرضى.