بعد ثلاثة عقود من العمل الدؤوب والبحث والدراسة والعمل التطويري، أصبحت منشأة الجمرات منجزا حضاريا عملاقا، يصعب مجاراته، ولا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنته مع مشروع آخر، وذلك مع انتهاء المرحلة الأخيرة من المشروع التطويري الجديد للجسر، ويقف اليوم على أربعة أدوار بدأت الأعمال التطويرية في جسر الجمرات في العام 1975م، بتوسيع الجسر بعرض 40 مترا وبمطلعين من الجهة الشرقية والغربية ومنحدرين إلى جوار جمرة العقبة من الدور العلوي وتحديدا من الجهة الشمالية والجنوبية لنزول الحجاج. وتواصل العمل في العام 1399ه بتنفيذ منحدرات من الخرسانة المسلحة عبارة عن مطالع ومنازل، إلى المستوى الثاني من الجمرات على جانبي الجسر مقابل الجمرة الصغرى. ولأن أعداد الحجيج تتزايد عاما عن الآخر، خضع الجسر لمشروع تطويري آخر في العام 1985 وزاد عرضه إلى 20 مترا وبطول 120 مترا من الجهة الشمالية الموالية للجمرة الصغرى. وفي عام 1990 زاد عرض الجسر إلى 80 مترا وبطول 520 مترا، وتم توسيع منحدر الصعود إلى 40 مترا بطول 300 متر، وأضيف إليه خمسة أبراج للخدمات على جانبي الجسر وزود باللوحات الإرشادية والإنارة والتهوية، وبلغت مساحته الإجمالية في هذا المشروع 57600 متر مربع. وفي العام 1991 أجريت بعض التعديلات على الجسر وتم ذلك على مراحل مختلفة، وفي الفترة ما بين 1994 و 2003، تم تعديل أحواض الجمرات من الشكل الدائري إلى الشكل البيضاوي وعدلت الشواخص من الشكل العمودي إلى الشكل الجداري للجمرات الثلاث، وتم كذلك توسعة جمرة العقبة الجمرة الكبرى وزود الجسر لأول مرة بمخارج للطوارئ. وفي العام 2005 خضع الجسر للمشروع التطويري الأكبر حجما وتكلفة، وتميز هذه المرة بأن جمع ما بين الشكل الهندسي المتوائم مع حركة الحجيج والشكل الجمالي. وانتهت أعمال التطوير في الجسر في العام 2009 بطول 950 مترا وعرض 80 مترا، ويتكون من أربعة أدوار، وشارك في وضع تصاميمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في جامعة أم القرى ووزارة الشؤون البلدية والقروية والهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. ووفقا للمواصفات فإن أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا وخمسة ملايين حاج، ويرتفع الدور الواحد 12 مترا.