أجمعت آراء الحجاج رجالاً ونساء ممن التقتهم «الرياض» بجوار المسجد النبوي الشريف بعد أداء مناسكهم ووصولهم للمدينة المنورة ان السبب الرئيسي وراء كارثة الجمرات هو الوضع المخالف للمفترشين الذين لم يتركوا لعبور اخوانهم الحجاج إلى الجمرات إلا ممرات ضيقة لا يصل عرضها في أحسن الأحوال لأكثر من مترين. كما ان الحجاج من حاملي الأطفال وعرباتهم وحاملي الأمتعة كانوا سبباً في تعثر الحجاج وسقوطهم أكواماً على بعضهم ومن ثم دهسهم حيث يدوس القوي على الضعيف والشاب النشيط على الطاعن العاجز دون رحمة فالكل يطلب النجاة وشعارهم «نفسي نفسي». من جانب آخر أشاد معظم الحجاج بما في المشاعر من مشاريع جبارة من جسور وكباري وانفاق وطرق ولوحات إرشادية تم الانفاق عليها بمئات الملايين إلى جانب المئات من رجال الأمن الذين سخروا لخدمة الحجاج والمحافظة على أمنهم وسلامتهم. وقال مصباح عبدالغني شعبان وأحمد تكترجي ان السبب وراء الكارثة هم الحجاج المفترشون الذين ضيقوا الممرات من 20 متراً أو أكثر إلى مترين فقط، كما ان الباعة المتجولين الذين يعرضون بضاعتهم على جانبي الجسر وتحت الجسر دون منعهم أو ازاحتهم هم ايضاً ساهموا في حدوث الكارثة وكأنهم يبحثون عن رزقهم على جثث ضحايا ضيوف الرحمن. ويضيف مصباح «أنا مهندس» وأعرف ان هذا الجسر كاف جداً لهذا العدد أو يزيد ولكن المساحة ضاقت بسبب المفترشين والباعة ومعظهم من النساء الافريقيات حيث لم نشاهد سعوديا واحدا أو سعودية يبيعون حول الجسر أو فوقه. وتقول حاجة قطرية: انه وبعد وصولنا للمدينة المنورة تم انزالنا من الباص الذي قدمنا عليه من مكة وانزال عفشنا في محطة الحجاج واركبونا باصاً بنفس حجمه ومواصفاته، وسؤالي لماذا لم يسمحوا لنا بالدخول على نفس باصنا، حيث ان عملية انزال العفش وتفقده وشحنه من جديد في الباص الثاني كلفتنا مشقة وعناء ونحن واصلون من مكة مرهقين. ويقول كل من الشيخ عقيل الظالمي والشيخ علي الفتلاوي من العراق: ان سبب الموت من جراء الدهس نتيجة انتظار الحجاج لساعة الزوال واندفاعهم ككتل بشرية مع بعضهم البعض الأمر الذي أدى للكارثة وساعد في ذلك حمل الأمتعة والأطفال على رؤوس الحجاج ووجود عربات المعاقين التي تعثر فيها بعض الحجاج. وقال الحاج كريم جبار العزاوي من العراق: أنا شاهدت وهذه شهادة حق لوجه الله سيارات الإسعاف ورجال الأمن يتأهبون قبل نصف ساعة من الحدث في حوالي الساعة 12 ظهراً وهذا ما خفف عدد الضحايا، داعياً إلى ضرورة إزالة الخيام الصغيرة الملونة التي نصبها الحجاج لأنفسهم على الجسر وتحته وفي عموم منطقة منى، حيث ضاقت الطرق والممرات وتكاثرت (القاذورات) وهو ما يدعو لنشر المرض بين الحجاج. وقالت الحاجتان شيماء وإشراف من السودان ان تجهيز الحجاج وانتظارهم لساعة الزوال بأعداد كبيرة قد أدى لهذا الحادث، حيث تنقصهم التوعية والشرح لما يجب عليهم أن يفعلوه في الأراضي المقدسة فنحن في السودان لم نتلق أي توعية أو توجيه ولكن تصرفنا (صح) ولله الحمد. وقال الحاج سلطان من الامارات: ان عامل اللغة هو السبب الأول فجميع النداءات التي سمعناها على الجسر كلها باللغة العربية ونادراً باللغة الانجليزية، والحجاج من افريقيا وجنوب شرق آسيا غير متعلمين ولا يعرفون إلا لغة بلادهم ولم يخاطبهم أحد بلغتهم وهذا اعتقد انه سوء التنظيم بالنسبة للتفويج وحملات الحج، كما ان اسلوب بعض المشرفين (خشن) ولا يؤدي إلى توصيل رسالة التوعية كما يجب. وقد عبّر عدد آخر من الحجاج عن شكرهم وتقديرهم لولاة أمر هذه البلاد وعلى ما بذلوه من جهود واضحة للعيان سواء في مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة وأجمعوا ان ذلك مما يسر خاطر المسلمين ويثلج صدورهم ويجعلهم مطمئنين على أن مقدساتهم الإسلامية في أيد أمينة تبذل الغالي والنفيس في سبيل عزها وتطورها من حسن إلى أحسن.