بعد صدور ميزانية هذا العام، فرحنا بأرقامها الخيالية وتوزيعها، وهذا يدل على كرم ولي امرنا، اراد بها الصلاح والإصلاح، ليرى على مملكتنا ثوباً جديداً يفوق ثياب الدول. ويكون أجمل ثوب على وجه الأرض، ثوب مرصع بكل أنواع الرقي والازدهار والاستقرار والأمن والأمان، ثوب حضارة مالها مثيل. ثوب كل من نظر إليه فرح به. يريح كبيرنا ويسعد صغيرنا. ونتباهى به أمام الملايين. ولكن لن يكون ولم يكن هذا الثوب كما تخيلناه! إلا إذا فصل عند خياطين بارعين في فن التفصيل على مقاس مملكتنا، لأن مملكتنا كبيرة ويجب أن يكون قماشه وفيراً. ومن أرقى الأنواع. لأن مملكتنا غالية وقيمة كسوتها قدمها ابو متعب وافرة. وليكون جميلاً يجب أن يوزع فيه الترصيع بعدل ومساواة، فيصبح جميلاً. يراه القريب والبعيد. فتنتظر مملكتنا ثوبها الجديد. فليحذر كل من وكل بخياطة الثوب الجديد أن يكونوا أمينين وأن يخلصوا في تفصيله ولايبخلوا بقماشه فيصير الثوب ضيقاً وقصيراً. ولايجمعوا الترصيع في مكان. وتبقى أماكن دون ترصيع فيكون جميلاً من جهة. ويخلو جمالا من كثير فيروا جماله قليلاً ويغيب ذاك الجمال عن كثير فيعيشون متحسرين. لانهم لم يروا جمال الثوب الجديد. وابومتعب لم يقصر ودفع للثوب الكثير والكثير والكثير. والناس في بلدنا منوا انفسهم لمشاهدة الثوب الوفير والجميل، لينالهم طرف منه. ولكن أخاف من الثوب أن يصير قصيراً! وأهم من ذلك أن يكونوا مخلصين لأن مملكتي أنتظرت كثيراً لترتدي ثوبها الجميل وتتباهى به أمام الملايين وتقول لا أحد يملك مثل ثوبي لو بقي طول السنين لأن لا أحد يصرف مثل ابي متعب الكثير لثوب جديد ودمتم لنا ياخادم الحرمين فخرا وعزا لتصنع كل عام لمملكتي ثوبها الجديد.