حل بذبح الأضحية ماحل بغيرها من المتغيرات والتجديد وإن كان تجديدها يقف عند الحدود الخارجية فقط وذلك لثوابتها الدينية غير القابلة للتغيير والتحديث، من الأمور التي طرأت عليها في السنوات الأخيرة ذبحها خارج المنازل بعد أن كان الذبح شخصياً يعتبر من قواعد السنة لدى معظم الناس إن لم يكن الكل، فاليوم نرى حتى القادرين من المضحيين يذهبون بأضاحيهم إلى المسالخ لذبحها تفادياً لمخالفات الأضحية وما قد تسببه في المنزل من قاذورات حسب مايراه أهل المنزل، وبالرغم من ذلك مازال العديد من الناس يصر على ذبحها في المنزل ضارباً بكل الأقاويل والنصائح عرض الحائط والأضحية التي لاتذبح في منزله لايعدها أضحية. بنظرة سريعة رأينا أن كبار السن هم المتمسكون بهذه العادة وخاصة النساء وبناء عليه التقينا بعدد من السيدات اللائي يصررن على هذا العمل للتعرف على وجهة نظرهن حول الأمر. (قلوب قاسية) في البداية تقول أم سعد السبيعي بتعجب واستنكار وهم يذبحون مايقارب من ست أضاح سنوية حيث يحضر أبناؤها الذكور أضاحيهم في منزلها وهي في الغالب عن والدهم المتوفي (لا أعرف كيف تطاوع الناس المضحين قلوبهم لذبح أضاحيهم خارج منازلهم، فمن السنة أن يراق دم الأضحية في منزل صاحبها، فنحن عائلة كبيرة وجميعنا نضحي هل يعقل أن نذهب إلى المسالخ ونقف بين الناس لنقوم بهذا العمل، بل أن والدنا رحمه الله علم بعض أبنائي الذبح خصيصاً من أجل هذه المناسبة حتى لاتترك لعبث من لايعرف قيمة الأضحية وفضلها وأكدت أن جميع أبنائها لم يحصل في يوم أن اقترحوا ذبح أضحيتهم خارج المنزل. (مرارة التغيير) بينما تعاني أم خالد البقمي الأمرين حسب تعبيرها من أبنائها وخاصة بناتها حيث يطالبونها في كل عام أن تذبح خارج المنزل وذلك حرصاً على نظافة المنزل فقد يكثر الذباب وتنتشر رائحة الأغنام الكريهة لاسيما أنها تحرص عند شراء الأضحية أن تبقى عندها في المنزل وهي من تشرف على أكلها وشربها وتقول بشبه حسرة لقد فقد أبناؤنا كثيراً من خصائصهم وصفاتهم في أمور كثيرة من الحياة فطبيعي أن يلحق هذا التغيير الأضحية، فهم يرون أنه من حسن التصرف أن تذهب الأضحية إلى المسلخ فهو مكانها الطبيعي. منذ متى كان المسلخ مكان الأضحية؟!! كيف تكون أضحيتي أنا وغيري يقف عليها؟!! وليس الأمر كله أنهم لايحببن مشاهدة الدم ولكن في العادة يكن نياماً ولايقف الأمر عند البنات حتى أبنائي الذكور على هذا الحال، أشعر أن قلبي يتمزق عندما أرى أحفادي وهم مقبلون على مرحلة الشباب والرجولة يتلطمون من منظر الأضحية عند ذبحها ومن رائحتها، حتى إني أوصيت جميع أبنائي ذكوراً وأناثاً عندما أموت وينوون أن يضحوا لي فإن لم يتم ذبحها في منزل أحدكم فليس لها داع من الأصل، عندما كنا صغاراً ويحل عيد الأضحى كنا نشعر أننا نرى موتانا ونحن نذبح الأضحية من أجلهم ونستشعر وجودهم بيننا حتى عند توزيعها كنا نضع من كل أضحية قطعة لمن نرغب إعطاءه،أبناؤنا لايستشعرون هذه الأمور ويحسبون أنها أوضاع تقليدية. (عادات الأضحية) وتشاطرها الرأي والدة عادل الحمدان وهي سيدة في نهاية العقد الثالث ولكنها متمسكة بما تربت عليه من أن الأضحية لاتذبح سوى بالمنزل رغم أنها تسكن في منزل صغير وتشرح ذلك قائلة:منذ صغري وأنا أرى والدي وجميع أقاربي يذبحون الأضحية في المنزل حتى اعتقدت يقيناً أن الأضحية تذبح في المنزل أصلاً وليس هناك مايسمى بذبح أضحية خارج المنزل، وكنت أستغرب عندما أعرف أن بعض الناس لايضحون أصلاً وعندما كبرت علمت أن الأضحية بقدر الحاجة، ولكني لم أجد تبريراً لمن يذبح خارج منزله خاصة إننا كمجتمع أغلبيتنا نعيش في فلل تتمتع بساحات خارجية واسعة تمكنا من ذبح الأضحية داخل منازلنا فلماذا نذهب للخارج ونجعل من لانعرف يذبحها لنا، وللأسف زوجي من هذه الفئة التي لاترى أي مشكلة في أن يتم ذبح الأضحية خارج المنزل فالمهم هي النية ولكني لا أوافقه أبداً فالأضحية التي نذبحها عن أنفسنا وأبنائنا أصر دائماً أما أن تذبح في منزل أهله أو أهلي ولوكان منزلنا يتحمل لحصل الذبح داخله.