هذا هو عيدنا أهل الإسلام، عقيدة، وعبادة، وطاعة، وتقرب إلى الله عز وجل، عيدنا عقيدة لأن من عقيدتنا أن الله شرعه لنا عيداً. وعبادة لأننا نتقرب إلى الله فيه بالصلاة، والتكبير، والأضاحي، وصلة الأرحام، والفرح به لذا فهو عبادة، وطاعة، وتقرب إلى الله عز وجل. ها هو عيد الاضحى قد أقبل، وأهل على أمة الإسلام بالخير، والسعادة، والفرح والسرور. ها هو العيد يهل علينا، وقد ادى الحجاج ما كتب لهم من مناسك الحج بسهولة ويسر، وها هم يمضون مستكملين مناسكهم، تغشاهم السكينة، مقتدين بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم الذي قال لهم في حجة الوداع: «خذوا عني مناسككم»، انه عيد الاضحى قد أظلنا بنفحاته، ونسماته العبقة الطاهرة، يرسلها على حجاج بيت الله الحرام، وقد لبوا نداء ربهم عز وجل، وجاؤوه من كل فج عميق، ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله في أيام معلومات. ها هو العيد قد أهل علينا وحجاج بيت الله الحرام ينعمون بخدمات جليلة، وأعمال عظيمة تقدمها لهم هذه البلاد المباركة - المملكة العربية السعودية - وقد حملت على عاتقها مهمة تقديم الخدمة لوفد الرحمن عز وجل. هذا هو عيد الاضحى قد أقبل علينا، وبلادنا مضرب المثل في الترابط والتلاحم، والتكاتف والائتلاف والمحبة بين ولاة أمرها ورعيتهم. العيد أقبل وقادتنا في هذه البلاد المباركة يبذلون الجهود تلو الجهود لنصر الإسلام والمسلمين، ها هو العيد قد حل علينا ضيفاً عزيزاً، وكلنا أماني ودعوات لله تعالى أن يحفظ ولاة أمرنا وعلماءنا، وشبابنا وجميع أبناء وطننا، وأن يسدد على الحق خطانا. ومع اطلالة هذا العيد، ومع صفاء ونقاء هذه الأيام الطاهرة المباركة، نحث جميع المسلمين على التسامح فيما بينهم، وعلى ازالة الخلافات، وتصفية النفوس، لتحل مشاعر الأخوة الإيمانية المباركة الصادقة محل الشحناء والعداوات، ونحث الجميع على صلة الأرحام، والاحسان إلى الجيران، والعطف على المحتاجين، وقضاء حوائج المسلمين. ومع اقبال هذا العيد نشعر جميعاً بمشاعر الامتنان، ونتقدم بالشكر لرجال أمننا البواسل الذين يسهرون في الدفاع عن أمن وطننا وسلامته، وهم يواجهون أهل البغي والفساد. ودعواتنا بالمغفرة والرحمة لمن سقط منهم شهيداً يدافع عن أمن هذا البلد المسلم، ويواجه أهل الشر والافساد. ها هو العيد قد أقبل وكل مسلم صادق يحاول أن يصفي قلبه لاخوانه المسلمين من الغل والحقد والحسد، ليحقق مشاعر الأخوة الإيمانية في حياته تحقيقاً عملياً. هذا هو عيدنا قد أقبل ومشاعر الحب في قلوبنا تتعاظم لهذا الوطن المبارك الذي يقدم اقصى امكاناته لخدمة ضيوف الرحمن عز وجل. ومع هذا العيد نرفع إلى الله خالص الدعوات لولاة أمرنا على ما يقدمونه من أعمال جليلة لنصرة الإسلام والمسلمين، وألسنتنا تلهج إلى الله تعالى بالدعوات للحجاج والمعتمرين باتمام نسكهم بخير. فأهلاً بك يا عيد الاضحى، وكلنا أمل أن تكون أيامك المباركة فاتحة خير على أمتنا الإسلامية، وقد تحقق لها ما تصبو إليه من عز ونصر وتمكين. فكل عام وأنتم بخير، وصحة، وسلامة، وعيدكم مبارك.