يقول صاحبي إنه ذهب إلى الطبيب يشكو عارضاً. وبعد الفحص امر له الطبيب بدواء، حبة واحدة في اليوم لمدة خمسة أيام. ودعاه الطبيب لمراجعته بعد تلك المدة. اشترى صاحبي علبة الدواء التي تحتوي على ثلاثين قرصاً بمبلغ مائة وسبعة وعشرين ريالاً. وبعد مرور خمسة ايام واستهلاك خمسة اقراص،سكن الألم، وتعافى الرجل وذهب الى الطبيب حسب الموعد. وبعد الكشف أمره الطبيب ان يتوقف عن اخذ العلاج. وكان صاحبي يحمل العلبة في جيبه. فخطرت في باله مبادرة انسانية. او روح حضارية من نوع مبتدع. فقال للطبيب: يكون لك أجر... ولي ايضاً... لو احتفظت بالخمس وعشرين حبة الباقية في العلبة. لإعطائها لخمسة مرضى مجاناً ممن يشكون من نفس الأعراض، وبعد استحسانكم طبعاً.. كطبيب. لأن تكلفة الدواء غالية... كما هي ظاهرة على العلبة. فشكره الطبيب على أريحيته هذه. وتقول تقارير موثقة إن بلادنا فيها نفايات دوائية تقدر بقرابة سبعين في المائة من حجم قيمة استيراده. في الغرب يصرفون الدواء حسب الوصفة من دوارق (قارورة) كبيرة لدى الصيدلية، وتوضع في قارورة صغيرة عليها اسم المريض. ورقم معين يمكن منه الاستدلال على الطبيب، وتعليمات العلاج. نتفق أنهم لا يضيعون أموال البلد ولا مال المريض هدراً. ولابد ان نخرج بعلاج...! لعلاج العلاج...!