اعلنت الصين امس انها خفضت عديد قواتها نحو مئتي الف جندي خلال السنوات الثلاث الماضية الا ان جيشها لا يزال الاكبر في العالم ويضم 2,3 مليون عسكري. وقالت صحيفة «جيش تحرير الشعب» اليومية على صفحتها الاولى انه «ابتداء من 31 كانون الاول/ديسمبر، استكمل جيشنا عمليات اعادة الهيكلة والاصلاحات وخفض عديده نحو مئتي الف جندي». وتعمل الصين منذ منتصف الثمانينات على خفض عديد قواتها في محاولة لتقليص النفقات والتركيز على تحسين العتاد العسكري وفعالية الجيش في عصر حروب التكنولوجيا المتطورة. وقالت الصحيفة ان الصين خفضت عديد قواتها من 4,24 ملايين الى 3,24 ملايين عسكري في عام 1987 ثم الى 3,12 ملايين بحلول 1990. واعلنت في عام 1997 خطة لتخفيض الجيش نحو 500 الف جندي مما خفض عديد الجيش الى 2,5 مليون قبل الخفض الاخير. وتشمل تلك الاعداد قوات البحرية والقوات الجوية، طبقا للصحيفة. ورغم عمليات الخفض الا ان ميزانية الجيش الصيني زادت بشكل كبير في كل من الاعوام ال15 الماضية. وقد ارتفعت ميزانية الدفاع بنسبة 12,6 بالمئة في 2005 . وبلغ الانفاق الرسمي على الدفاع في 2005 نحو 29,9 مليار دولار الا انه يعتقد ان هذا الرقم يقل كثيرا عن الحقيقي لانه لا يشمل الاسلحة التي يتم شراؤها او الابحاث وعمليات التطوير. وطبقا لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) فان ميزانية الجيش الصيني المعلنة «اقل من نصف قيمة الانفاق الصيني الفعلي على الدفاع». وبالمقارنة فان ميزانية الدفاع الاميركية بلغت نحو 400 مليار دولار في 2005 بينما انفقت اليابان نحو 47 مليار دولار. وقد اعربت الولاياتالمتحدةواليابان وكوريا الشمالية عن قلقها حول القوة العسكرية الصينية التي صاحبها زيادة كبيرة في الثروة القومية. وطبقا لدراسة نشرها الشهر الماضي معهد هدسون في واشنطن فان على الولاياتالمتحدة ان تعد استراتيجية فعالة لمواجهة قوة الصين المتعاظمة. وقالت ان التطور التكنولوجي المتسارع لبكين يعني ان على الولاياتالمتحدة ان «تعد خطة جدية» لتطوير اسلحة اكثر تعقيدا وقوة. وأكدت الدراسة التي حملت عنوان «قفزة الصين العظيمة الى الامام: التكنولوجيا المتطورة والقوة العسكرية في نصف القرن القادم» ان الحكومة الاميركية منشغلة بدرجة مفرطة في «حربها على الارهاب» واحلال الديموقراطية في الشرق الاوسط ووسط اسيا وتهمل صعود الصين كمنافس رئيسي لها في مجال التكنولوجيا.