اكد معالي وزير الصحة د. حمد بن عبدالله المانع ان وزارة الصحة سخرت كافة امكانياتها لتقديم أفضل الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام وجندت أكثر من (9) آلاف موظف وموظفة من أطباء وفنيين وتمريض واداريين لخدمة ضيوف الرحمن وتوفير الخدمات الوقائية والعلاجية بمختلف مناطق الحج والطرق المؤدية إليها حيث أعدت خطة وقائية شاملة تكثف من خلالها حملات التوعية الصحية وفق برامج وخطط مقننة بدأت منذ نهاية موسم الحج للعام الماضي مباشرة استعداداً لموسم الحج هذا العام تضمنت المرحلة الأولى من الخطة المراقبة الوبائية وترصد للأمراض على الأصعدة الدولية والاقليمية والمحلية وذلك من خلال التعاون الوثيق بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والهيئات الدولية الأخرى ذات العلاقة بالغذاء والدواء وأمراض الحيوان المشتركة. وإليكم تفاصيل الحديث. ٭ ما هي أهم ملامح استراتيجية وزارة الصحة الوقائية لموسم حج هذا العام؟ - ترتكز استراتيجية الوزارة لضمان خلو الحج من الأمراض الوبائية والمعدية على العديد من المحاور أهمها تطبيق شعار الوقاية خير من العلاج ومنع وفادة الأمراض الوبائية والمحجرية والتي تخضع للوائح الصحية الدولية قد تحدث خلال موسم الحج واحكام السيطرة على الموقف الوبائي للأمراض المعدية اثناء وبعد موسم الحج علاوة على تطبيق الاشتراطات الصحية على جميع القادمين. وقد اتخذت وزارة الصحة الكثير من الجهود الاحترازية والوقائية لاحتوائها تبدأ بالمراقبة الوبائية المستمرة للأمراض على جميع الأصعدة الدولية والاقليمية والمحلية ومعرفة احتمالات الأمراض التي يمكن ان تحدث منها الأوبئة وبناء عليه يتم تحديد أي أمراض أخرى تستجد أهميتها وتحديث الاشتراطات الصحية وموجهات العمل وتعميمها على جميع الجهات ذات العلاقة للقيام بتنفيذها وكذلك تنفيذ حملة التطعيم لمرضى الحمى المخية الشوكية في وقت مبكر لكي تتواكب مع الاستعدادات الأخرى والتي تشمل كافة المواطنين والمقيمين في مناطق الحج بالاضافة إلى الحجاج من الداخل والعاملين في برنامج الحج اضافة إلى الفئات الأخرى التي تحددها موجهات الحملة حسب توفر كميات اللقاح بالاضافة إلى متابعة الموقف العالمي والداخلي للأمراض (الحمى المخية الشوكية، الكوليرا، الدفتيريا، الحميات الفيروسية..) قبل واثناء وبعد موسم الحج مع التركيز على الاكتشاف المبكر والاستقصاء الوبائي للحالات واتخاذ الاجراءات الوقائية حيث يبدأ تنفيذ اعمال المراقبة في المنافذ للتأكد من توفر الاشتراطات الصحية في القادمين اضافة إلى الأعمال الوقائية اللازمة (تطعيم وصرف العلاج الوقائي والتوعية الصحية) ورصد ومتابعة الموقف الوبائي للأمراض المعدية بين الحجاج ومعرفة أسباب أي متغيرات تطرأ واجراء التقويم اللازم للخطة الوقائية حسب المستجدات. ٭ ما دور مراكز المراقبة الوبائية بمنافذ دخول الحجاج إلى المملكة؟ - ان تعدد وسائل النقل والطرق البرية المؤيدة إلى المملكة قد يتيح وفادة الحجاج إلى المملكة عبر العديد من المنافذ البرية والبحرية والجوية التي تعتبر بوابات المراقبة الصحية لجميع الحجاج القادمين إلى المملكة ومن هذا المنطلق تهدف الوزارة في خطتها لموسم الحج بالتركيز على الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والاسعافية المقدمة من خلال مراكز المراقبة الصحية في منافذ المملكة الجوية والبحرية والبرية من وإلى المشاعر المقدسة والعاصمة المقدسة والتي تحقق الرقابة الفنية وتطبيق قواعد الحجر الصحي على وسائل النقل المختلفة والحجاج القادمين والمواد الغذائية المستوردة لحماية المملكة بإذن الله من تسرب الحالات المرضية المعدية والمحجرية وانتشارها، لذا تعتبر مراكز المراقبة الصحية هي خط الدفاع الأول لمنع وفادة الأمراض المعدية وتم تطبيق خطة العمل بمنافذ المملكة المختلفة خلال الفترة من 7/11 - 7/12 من خلال العديد من الاجراءات تطبيق جميع الاشتراطات الصحية على الحجاج القادمين للمملكة وخاصة من الدول ذات الوبائية العالية لبعض الأمراض لعدم وفود أي أمراض معدية للبلاد وذلك من خلال العديد من الجراءات والتأكد من التطعيم المسبق للحجاج في بلدانهم قبل القدوم وحصولهم على شهادات التطعيم الدولية للحمى الصفراء والحمى المخية الشوكية مع إعادة تطعيم غير المطعمين أو صرف العلاج الوقائي لهم بالاضافة إلى التوعية الصحية للحجاج من خلال توزيع النشرات التثقيفية اضافة إلى بث برامج التوعية من خلال شاشات العرض الموجودة بالصالات بمختلف اللغات وتقديم الخدمات العلاجية والاسعافية الطارئة للحجاج كما يتم فسح أدوية بعثات الحج الطبية القادمة من مختلف بلاد العالم وكذلك الأدوية التي بصحبة الحجاج حيث تم تدعيم مراكز المراقبة الصحية بجميع المنافذ البرية والبحرية والجوية في جميع المناطق التي توجد بها منافذ بالاحتياجات اللازمة من التطعيمات والأدوية والتجهيزات الاسعافية والقوى العاملة لتشغيل المنافذ على مدار الساعة خلال الموسم وإسعافات لنقل الحالات المرضية لتقديم خدمات متطورة بالمستشفيات. ٭ ماذا عن جهود الوزارة لمكافحة العدوى بالمرافق الصحية خلال موسم الحج؟ - تحرص الوزارة في خطتها على تلافي حدوث أي مصادر للعدوى واكتشاف ومكافحة العدوى داخل المرافق الصحية بالمشاعر المقدسة وذلك من خلال مراجعة وتقييم المعايير القياسية وأنظمة وأساليب العمل وسياسات التشغيل ذات العلاقة بمكافحة العدوى بالمرافق الصحية. ومتابعة تنفيذ وتطبيق الاشتراطات الصحية والتعليمات الخاصة بمكافحة العدوى بالمرافق الصحية بالمشاعر المقدسة والعاصمة المقدسة ومنع تحول المرافق الصحية إلى مصادر للعدوى سواء للعاملين أو المراجعين أو البيئة المحيطة بها مع مراقبة التأثير المناعي للمضادات الحيوية على الجراثيم بالنسبة للحالات المكتشفة ورفع مستوى الوعي الصحي في مجال مكافحة العدوى للعاملين بالمرافق الصحية بالمشاعر المقدسة وكذلك عمل الدراسات والبحوث اللازمة في مجال مكافحة العدوى بالمرافق الصحية والتأكد من جاهزية غرف العزل بالمرافق الصحية وتطبيق الاشتراطات الخاصة بها وأخيراً تدريب العاملين على كيفية الوقاية من العدوى واستخدام الأجهزة الخاصة بذلك. ٭ لكن يظل مرض انفلونزا الطيور هو الهاجس المخيف لكثير من الحجاج كيف استعدت الوزارة لمنع وفادة هذا المرض وانتشاره وسط حجاج بيت الله الحرام؟ - أعدت وزارة الصحة خطة شاملة لمواجهة مرض انفلونزا الطيور حيث قامت الوزارة مؤخراً بتأمين العقار اللازم لمكافحة هذا المرض وقائياً وعلاجياً وتم شراء الكميات اللازمة من عقار (التاميفلو) العلاج الرئيسي والوقائي في نفس الوقت المتوفر عالمياً لمواجهة فيروس انفلونزا الطيور القاتل (N5N1) وذلك تماشياً مع الاجراءات الطبية المنظمة للتعامل مع هذا المرض وما أوصت به منظمة الصحة العالمية وقد هدفت الخطة إلى حماية المملكة من وفادة انفلونزا الطيور من خلال تشديد الاجراءات الوقائية لمنع دخول الفيروس للمملكة وعدم حدوث حالات مرضية بشرية وسط الحجاج واحتواء أو تأخير انتشار المرضى وتقليل حالات المرضى والوفيات والاضطراب الاجتماعي. وتتضمن الخطة متابعة المستجدات الوبائية للمرض عالمياً من خلال مواقع منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الأمراض بالولايات المتحدةالأمريكية اضافة إلى أخذ أي احتياطات وبائية لازمة ومراقبة الأمراض في الإنسان والتبليغ عنه وتشخيصه اضافة إلى علاج المصابين بالمضادات الحيوية واسعة الطيف وكذلك مضادات الفيروسات التي تستخدم في وقاية الأشخاص المعرضين وقامت الوزارة بتجهيز وإعداد المختبر المركزي بالرياض والمختبر الاقليمي بجدة لفحص العينات فيها في حالة حدوث حالات اشتباه لا سمح الله وأود هنا ان اطمئن جميع الحجاج والمواطنين انه لم يثبت علمياً انتقال المرض من إنسان إلى آخر.