رحب زعماء مسلمون بالخطوات التي اتخذتها الدنمرك أمس لانهاء توتر دبلوماسي أثارته رسوم كاريكاتورية آثمة نشرتها صحيفة وتتطاول على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. ورحب المتحدث باسم الطائفة الاسلامية والسفيرة المصرية في كوبنهاغن بخطاب رئيس الوزراء أندرس فو راسموسن في العام الجديد الذي دافع فيه عن حرية التعبير ولكنه حث الدنمركيين على ممارسة حقهم دون التحريض على الكراهية ضد المسلمين. وجاء خطاب راسموسن الذي اتسم بلغة تصالحية والذي ترجمته كوبنهاغن الى العربية ووزعته على الدول العربية بعد ان ندد وزراء خارجية الدول العربية الأسبوع الماضي بالحكومة الدنمركية لعدم اتخاذها أي إجراء ضد صحيفة (جيلاندز بوسطن) اليومية التي نشرت الرسوم. ونشرت (جيلاندز بوسطن) أكبر صحف الدنمرك 12 رسما كاريكاتوريا للرسول الكريم في سبتمبر/ايلول الماضي من بينها رسم يظهر فيه وهو يخفي قنبلة في عمامته فيما يبدو. وابلغ كاظم أحمد المتحدث باسم الطائفة الاسلامية في الدنمرك (رويترز) «انها إشارة ايجابية للغاية نحو العالم العربي ان يعالج (راسموسن) القضية الان ويندد بشكل غير مباشر في حديثه بجيلاندز بوسطن». وأعربت مصر التي قادت حملة دبلوماسية ضد الدنمرك عن سعادتها بالبيان المكتوب. وقالت السفيرة المصرية في كوبنهاغن منى عمر عطية لصحيفة (بوليتيكن) اليومية «انها خطوة ايجابية نحو الحوار ويحدوني أمل أن تعتبر حكومتنا والحكومات العربية الأخرى ذلك إشارة ايجابية». ودافع راسموسن بقوة عن حرية التعبير باعتباره تقليدا مرعيا في الدنمرك قال انه يتضمن حق نقد جميع السلطات ورفض لقاء مبعوثين من 11 دولة اسلامية كانوا يريدون منه معاقبة (جيلاندز بوسطن). وكرر دفاعه في خطاب العام الجديد عن حرية التعبير ولكنه أضاف ان هذه الحرية يجب أن تمارس «بشكل لا يجعلنا نحض على الكراهية ونشيع الانقسام في المجتمع الذي هو أحد مصادر قوة الدنمرك». وقال أحمد انه مازال يريد اعتذارا رسميا من الصحيفة ولكن رئيس تحرير صحيفة (جيلاندز بوسطن) رفض الطلب. وقال «لا نستطيع الاعتذار عن الرسوم. نعيش في ظل القانون الدنمركي وحرية التعبير.. ولكننا لا نقصد الاساءة لاحد» - على حد ادعائه - .