أكد المهندس مبارك بن عبدالله الخفرة عضو مجلس الشورى رئيس مجلس إدارة شركة التصنيع الوطنية ان المملكة بما حققته من نهضة اقتصادية وصناعية، قادرة على مواجهة تحديات الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، لكنه أكد على أهمية تعزيز الكيانات الاقتصادية وتقويتها من خلال التوسع في عمليات الاندماج بين المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي سيصبح من الصعب عليها البقاء في وجه الشركات الكبرى والعملاقة والمنافسة الصعبة التي ستطلقها منظمة التجارة.وأوضح الخفرة في حوار مع «الرياض» ان الانضمام للمنظمة العالمية مهم وضروري لتحرير التجارة وفتح الأسواق بين الدول لكنه بمثل ما يأتي بتأثيرات سلبية وتحديات ليست بالسهلة إلا أنه يأتي بإيجابيات للقطاعات الاقتصادية الوطنية.. وهنا نص الحوار.. ٭ هل تعتقدون أن القطاع السعودي مهيأ بما يكفي لمواجهة تحديات انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية؟ - إن النهضة الصناعية والاقتصادية وما واكبها من تطورات كفيلة بأن تهيئنا فعلياً لمجابهة تحديات الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، لاسيما ولدينا اقتصاد قوي ومؤثر كما أن للاقتصاد السعودي مزايا تنافسية تتيح له التفوق في كثير من المجالات. ٭ كيف استعدت شركتكم - التصنيع الوطنية - لهذا الانضمام، وما الاجراءات التي تعملون بها لمواجهة تحديات العولمة؟ - من خلال التصنيع الوطنية كان لنا استعداد مبكر من حيث تعديل الاستراتيجية التي كانت تسير بها الشركة وبدأنا بتطوير وإنشاء المشاريع البتروكيماوية ذات الطابع العالمي وقد نجحنا ولله الحمد بمشاركتنا مع شركة باسل العالمية لإنشاء مجمع بتروكيماوي بمدينة الجبيل الصناعية لإنتاج البروبين والبولي بروبلين ولدينا حالياً خطط لمشاريع قادمة. ٭ ثمة جدل يدور حول أن «العولمة» ستزيد الفقراء فقراً، والأغنياء غنى فاحشاً، ما رؤيتكم في هذا الشأن؟ - العبارة قد تكون صحيحة بالنسبة لاقتصاديات متأخرة لا تملك فرصة النمو حيث ان تدفق البضائع والخدمات بدون حواجز سيعمل على عدم نمو مثل هذه الاقتصاديات، إلا أننا نأمل أن تتيح العولمة لنا الفرصة بأن ننمي اقتصادنا ونزيد قوتنا التنافسية وخاصة لامتلاكنا العديد من مقومات النمو الاقتصادي الذي سيجعلنا مؤثرين في حركة التجارة العالمية. ٭ ما القطاعات الاقتصادية التي تعتقدون انها ستتأثر بالانضمام، ومتى ستبدأ هذه التأثيرات؟ - من وجهة نظري بأن كل القطاعات ستتأثر بانضمامنا لمنظمة التجارة العالمية ولكن هناك تأثير سلبي وآخر إيجابي وكلاهما يعتمد على المنشأة وتوجهاتها واستعدادها من خلال تطوير منتجاتها وملاءمتها للأسواق العالمية والمحلية كذلك والتكلفة وهامش الربح والجودة وما إلى ذلك من عوامل تهم المنافسة. ٭ بالطبع ستخوض شركتكم كونها رائدة في مجالها هذا التحدي، ما نوعية المشروعات التي تودون طرحها، وما آليات عملكم التي تعتزمون القيام بها؟ - كما ذكرت سابقاً فإن توجهات التصنيع حالياً للبتروكيماويات والمشاريع المعتمدة اساساً على الغاز والبترول بشكل رئيسي حيث يعطينا هذا ميزة تنافسية وقوة تسويقية عالمية كما ان الخبرة لدينا متوفرة ولله الحمد في كافة مجالات أعمالنا من خلال المجموعة التي تدير التصنيع الوطنية. ٭ هل تعتقدون اننا تأخرنا في الانضمام إلى المنظومة العالمية، وما تأثيرات هذا التأخير؟ - ليس بمعنى التأخير فهناك عدة اجراءات ومتطلبات كانت تستدعي إنجازها قبل الدخول بالمنظمة وقد توجد دول ذات أهمية اقتصادية لم تدخل في المنظمة حتى الآن ولكن الانضمام للتجارة العالمية شيء مهم لتحرير التجارة العالمية وفتح الأسواق أمام الدول. ٭ تسعى الشركات العائلية إلى التحول إلى شركات مساهمة بالتزامن مع دخول المملكة إلى منظمة التجارة، كيف ترون هذه الخطوة؟ - ظاهرة صحية ومفيدة وتواكب التطورات العالمية حيث ان التكتلات مطلوبة والاندماجات من شأنها أن تقوي وضع الشركات وتجعلها قادرة على المنافسة، وبالمقابل فإن وضع الشركات الخاصة والعائلية ومن شأنها أن تكون ناجحة ومنافسة عندما تفرض وجودها بالسوق. ٭ هل تعتقدون أن الاندماج والتكتل سبيل إلى مواجهة التحديات الاقتصادية الجديدة، وما السبيل لتحويله إلى واقع فعلي في منشآت القطاع الخاص؟ - التحديات شاملة والاندماجات هي ظاهرة صحية في الاقتصاديات المتقدمة وكل يوم تشرق فيه شمس الصباح يكون هناك تحد من نوع خاص ولذا فإن الاندماجات بصورة عامة تؤدي إلى نشوء كيانات أكثر قوة مالياً وإدارياً وتقنياً وهو أمر مطلوب لمواجهة التحديات القائمة والجديدة، ورغم أن ظاهرة الاندماجات جديدة في اقتصادنا إلا انها نموذج مشاهد في أوروبا وأمريكا وسائر دول العالم الصناعي والمؤثر على اقتصاديات العالم. ٭ قوانين الاستثمار الأجنبي السعودي هل تعتقدون انها منفرة أم جاذبة، وكيف يمكن تطويرها لاستقطاب الرساميل الأجنبية؟ - إن تطور القوانين وتحديثها وعمل مراجعة دائمة لها أمر هام حتى تتلاءم والتوجهات العالمية وكذلك التوجهات المحلية حتى تكون جاذبة لابد من الوقوف على السلبيات والسعي لإزالتها.. وهناك دول ومدن أصبحت مهمة للمستثمر بمعنى ان نجاح المستثمر شرط أن يكون بهذه الدولة أو المدينة. إذن علينا إيجاد مناخ استثماري حضاري متطور ومتميز ونحن نحتاج لأشخاص مبدعين لوجود الرواد والمقلدين، كل ما نحتاج له هو إبداع وهذا لا يأتي إلا بوجود مناخ استثماري حضاري متطور ومتميز ومتجدد. ٭ العقلية الاستثمارية السعودية بشكل عام هل تعتقدون أنها متواكبة مع التطورات الاقتصادية الحالية؟ - نعم وبجدارة حيث اننا تخطينا مراحل كثيرة كانت تشكل عقليتنا والآن اصبح لدينا الكم الهائل من الخبرة والمعرفة والمرونة والتكيف وهذه عوامل مؤثرة في العقلية الاستثمارية.