للشاعر العراقي رياض عبدالوهاب (40 عاماً) حضور في المشهد الثقافي في وطنه وفي العالم العربي، وهو عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، أسس رابطة شعراء (صلاح الدين) وعمل رئيساً لها من 1990 إلى 1998، وصدرت له دواوين شعرية متعددة؛ منها: «هوامش على حافة جرح»، «الأموات»، «فتى الأيام»، و«هذيان في ذاكرة الرمل». وقد أسس رياض عبدالوهاب أخيراً رابطة جديدة بعنوان «أدباء كونيون» مع رفيقيه الشاعرين تيمور عبدالغفور وإبراهيم مصطفى الحمد. وقد حصل رياض عبدالوهاب على بكالوريوس القانون، وبكالوريوس علوم الشرطة، ويعمل مقدماً في إدارة شرطة المرور بالعراق. (ثقافة اليوم) التقت الشاعر رياض عبدالوهاب أثناء وجوده في القاهرة، حيث سألناه بداية عن خصوصية المشهد الشعري في العراق في الوقت الراهن، في ظل الأوضاع العامة الشائكة وعدم الاستقرار، وطبيعة الدور الذي تلعبه الكلمة الإبداعية لتصوير معاناة الشعب العراقي ونقل قضيته إلى العالم الخارجي..، فأجاب رياض بقوله: الشاعر لا يتحرك في فراغ بطبيعة الحال، فهو شاهد على عصره، وقد جاءت أعمالي الشعرية منغمسة في واقعي، ملتحمة بأحوال البشر، ففي مجموعتي الشعرية «هوامش على حافة جرح» قدمت خمس عشرة قصيدة من قصائد النثر تناولت فيها مرحلة الحصار والقلق، ثم الجرح الكبير الذي أصاب العراق. كما جاءت قصائد مجموعتي الشعرية «هذيان في ذاكرة الرمل» أكثر اقتراباً من الجراح والهموم العراقية، فتحدثت فيها برؤىً أكثر حداثة وجرأة عن الاحتلال والاضطهاد وخرافة الانتصار واختراق المحتل جدران الصد العربية. وقد أتاحت لي تجربة اعتقالي لدى قوات الاحتلال لمدة عام (من 2003 إلى 2004) الفرصة لأكون شاهداً على ما يجري في سجون الاحتلال. لقد صار مفهوم الوطن ضبابياً أمام أعيننا، وعبرت عن ذلك في قصيدتي «وطن» بقولي: «يا أيها الوطن، كيف الكف تمتشق الحجارة والبلابل في وطن؟ كانت أيدينا بوادينا، فارتحلت خطوط الطول، يا ربي: ما زلت، وما زلنا، وما زالوا». وبسؤاله عن رابطة «أدباء كونيون» التي أسسها أخيراً مع رفيقيه الشاعرين تيمور عبدالغفور وإبراهيم مصطفى الحمد، يجيب الشاعر رياض عبدالوهاب: في مثل هذه الأوضاع التي يعانيها الشعب العراقي يتعاظم دور الإبداع والمبدعين، وتصير الرابطات الأدبية أكثر أهمية. و«أدباء كونيون» رابطة أدبية ثقافية مستقلة تعنى بالنص الكوني، وتجسد الحلم بثقافة حرة ولغة واحدة يتداولها أدباء وكتاب الكون. لقد اتفق الأدباء المشتركون في الرابطة على أن يؤسسوا أمكنتهم في أكوان قلوب القراء أينما كانوا، وألا تحد كلمتهم الإبداعية أية جغرافيا، وأن ينشروا بالحب والتسامح الثقافة الرفيعة الهادفة. وللرابطة شخصية اعتبارية أمثلها بوصفي رئيساً للرابطة، وهناك مؤتمر سنوي عام نعقده بانتظام ومؤتمر استثنائي يعقد بناء على أي ظرف ملح ووجيه، ومقر الرابطة في مدينة بعقوبة بالعراق، وهناك أكثر من ثلاثين عضواً مؤسساً للرابطة؛ منهم الشعراء: رمزي ناجي جاويش وبديع الأحمد ومشعل البياتي وفراس الشيباني وثائر الشيخ غازي وفخري عاشق وقرة وهاب وصلاح ناجي وعمر الدليمي وصلاح أيوب ومحمد مهدي بيات وجاسم محمد فرج وعلي معروف، وغيرهم. وحول مدى التحام رابطة «أدباء كونيون» بالقضايا الإنسانية الكبرى يقول الشاعر رياض عبدالوهاب: الإنسان هو غايتنا، فنحن نكتب له، وندافع عن حقوقه، ونريده أكثر تمتعاً بالحرية والسلام. فإن هذا العالم من حولنا؛ مثلما قلنا في البيان التأسيسي للرابطة؛ مسكين، لا يجد ما يكفي لإشباع الروح ليكون متحضراً. لقد ظلت الكلمات حبيسة أحلام الفقراء لتضيع على أرصفة نزق الساسة في طرقات القهر وساحات الحرمان. ويكفي أن نصدق بالكلمة ونؤمن بأن الله سيحاسبنا عما كنا نهتدي؛ لنغير هندسة النص ونغادر كالفراشات كراريس الرسم الأولى. إن هدف كل مبدع في الرابطة أن يعمل بقلمه على تحرير خراف الكون من مقصلة الذبح الصدئة، والفرار من زعيق الملتقين على الكلمة بحثاً عن موسيقى الحلم الشفاف، وإبطال عبوات القلم وعبوات الدم في أسواق الأدب البديعة! ونحن على استعداد دائماً لأن نعبر إلى كل بقاع الكون، لنقرأ كلمات أحلى من كل الكلمات، كلمات صادقة ومحبة ومتفائلة ومرنة ومقاومة.