إن من أعظم الحرمات التي حرمها الله حرمة الدماء والأنفس المعصومة قال الله تعالى {ومن يقتل مؤمناً متعمدا فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً}. وقال تعالى {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}. وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء» متفق عليه، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من حمل علينا السلاح فليس منا» متفق عليه. قال الصنعاني في سبل السلام «أي من حمله على قتال المسلمين بغير حق فليس منا فليس على طريقتنا وهدينا، فإن طريقته صلى الله عليه وسلم نصر المسلم والقتال دونه لا ترويعه وإخافته وقتاله وهذا في غير المستحل، فإن استحل القتال للمسلم بغير حق فإنه يكفر باستحلاله المحرم القطعي، والحديث دليل على تحريم قتال المسلم والتشديد فيه». وعن عرفنجه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه» رواه مسلم. لقد آلم الجميع ما حصل قبل أيام من اعتداء على خمسة من رجال الأمن في منطقة القصيم وإزهاق لأرواحهم بغير حق وفي استحلال ظاهر لها وفي استهانة بحرمة الدماء المعصومة وتجاهل لما أعد الله للمتعدي على ذلك من غضب ولعنة ودخول جهنم وبئس المصير. وعزاؤنا أننا نحتسب من قضى من رجال أمننا من الشهداء، بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ولأمثالهم ممن قضوا دون أنفسهم وأموالهم وحريمهم وأوطانهم فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قُتل دون ماله فهو شهيد» رواه أبو داود والنسائي والترمذي وأخرجه البخاري. من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص وعن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال فلا تطعه قال أرأيت إن قاتلني؟ قال قاتله، قال أرأيت إن قتلني أنت شهيد، قال أرأيت إن قتلته؟ قال فهو في النار. رواه مسلم. ومقاومة هؤلاء البغاة باللسان والسنان من الواجبات قال الله تعالى {فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} قال القرطبي في تفسيره وفي هذه الآية دليل على وجوب قتال الفئة الباغية المعلوم بغيها على الإمام أو على أحد من المسلمين 8/317 وقال وهو فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين وقال الصنعاني في السبل «وعند جماعة من العلماء أن قتالهم أفضل من قتال الكفار، قالوا: لما يلحق المسلمين من الضرر منهم» 3/343. وقال «واعلم أنه يتعين قبل قتالهم دعاؤهم إلى الرجوع عن البغي وتكرير الدعاء كما فعل علي رضي الله عنه في الخوارج». وهذا ما قام به ولاة الأمر في هذه البلاد فقد دعوا هؤلاء للرجوع للحق والقاء السلاح وتسليم أنفسهم أكثر من مرة، وقد قبلت فئة منهم بهذا وأبت أخرى فكان عاقبتها النكران وعقوق الأوطان والسعي في الخسران وملاقاة الله على شر حال والعياذ بالله، والواجب على الجميع سواء أكانوا مواطنين أو مقيمين وخصوصاً الشباب التعاون على البر والتقوى والتناهي عن الإثم والعدوان، ومن ذلك مناصحة من تعاطف مع هذه الفئة الباغية أو صحح طريقها أو أسره فعلها، وبيان عظم جرم فعلها وأثره في الأمة واغتباط وفرحة الأعداء والمنافقين وأن من رضي بفعلهم ومنكرهم شاركهم في الإثم ثم يجب على الشباب ان يكونوا بناة في أمتهم صالحين مصالحين ناصحين دعاة هدي ملازمين لبيوت الله ملتفين حول العلماء والدعاة سائرين على هدى الكتاب والسنة مستنيرين بنورهما مناهضين للفئة الباغية وأهلها متعاونين على وأدها ومتابعة أربابها فالأمن مسؤولية الجميع ولا يعذر أحد في التفريط فيه.