دأبت وزارة الصحة وخلال سنوات طويلة وبدعم متواصل من ولاة الأمر على تقديم أرقى الخدمات الصحية والعلاجية لضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام وزوار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بل انها جعلت تلك الخدمة من ضمن أول المهام والأعباء التي تحشد لها جميع الطاقات البشرية والمادية الكفؤة والتي تسهم في تحقيق أعلى درجات الإتقان والجودة. وفي موسم الحج لهذا العام تجد وزارة الصحة نفسها معنية أكثر فأكثر بزيادة معدلات اليقظة والمتابعة لجميع المستجدات التي قد تطرأ على الخارطة الصحية خلال هذا الموسم سواء داخل المملكة أو من خارجها والتي قد تؤثر- لاسمح الله - على الوضع الصحي. بيد أن الوزارة منحت لهذا العام كما اعتادت على ذلك خلال الأعوام الماضية حيزاً أوسع للنواحي الوقائية التي تعتبر بمثابة بوابة الصد الأولى لجميع الأمراض والأوبئة الوافدة حيث تقوم استراتيجية خطتها للنواحي الوقائية على التطبيق الحاسم لشعار الوقاية خير من العلاج، والسعي للاكتشاف المبكر لحالات الإصابة بالأمراض المعدية ذات الأهمية، واتخاذ الاجراءات الاحتوائية والوقائية السريعة حيالها، وحصر واحتواء تفشيات الأمراض الوبائية والمحجرية التي قد تحدث خلال موسم الحج، كما تستند تلك الخطة إلى التطبيق الحرفي لجميع الاشتراطات الصحية على جميع القادمين من خارج المملكة، لأن ذلك يعتبر تمهيداً ضرورياً لمنع وفادة الأمراض الوبائية والمحجرية والتي تخضع بالطبع للوائح الصحية الدولية ذات الأهمية للمملكة العربية السعودية. إن وزارة الصحة وفي ظل الرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - يحفظهما الله - والتي تمثلت في التوجيه الكريم بزيادة المخصصات المالية لها بما يجعلها أكثر قدرة على الوفاء برسالتها تجاه مواطنيها وضيوفها بما يحقق لهم موفور الصحة والعافية، إنما تفعل ذلك انطلاقاً من واجبها الذي تمليه علينا تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. وفي تقديري فإن الاستراتيجية الوقائية التي أقرتها وزارة الصحة وتسعى لتنفيذها خلال أيام الحج هي خير شاهد على جاهزية الوزارة وكفاءة برامجها وخططها على تحقيق تطلعات ولاة الأمر وكسب رضا ما يزيد على مليوني حاج وزائر بتوفيق من الله سبحانه وتعالى. ٭ وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي ورئيس لجنة الطب الوقائي