يعتزم الفريق ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي ورئيس جمعية توعية ورعاية الأحداث ملاحقة المحطات الفضائية الخاصة التي تبث رسائل (S.M.S) القصيرة في الوطن العربي ، إذا لم تتراجع عن بث مثل تلك الرسائل المنافية لتعاليم الدين الإسلامي ولقيم وتقاليد المجتمع أو تلك التي تدعو للنعرات القبلية والعنصرية، و قد أعلن الفريق خلفان استعداده لتخصيص محامين لهذه القضية ، كما دعا لضرورة زيادة المبلغ المخصص لمقاضاتها إلى خمسمائة ألف درهم ، وطالب الجهات المالكة للأقمار الصناعية العربية مثل عرب سات ونايل سات بإلغاء تعاقداتها مع هذه المحطات ، كما ناشد جامعة الدول العربية ووزراء الإعلام العرب والهيئات الدينية في جميع الدول العربية بالتدخل لوقف التجاوزات التي تقع فيها القنوات الفضائية الخاصة. إن هذا الموقف الغيور والإيجابي من الفريق خلفان وجميع أعضاء جمعية الأحداث في دبي تجاه ما نراه من تجاوزات وانحرافات في سلوك بعض القنوات الفضائية الخاصة التي تبث برامجها في جميع البلاد العربية و في مجالاتها الفضائية وما يصاحبها من انحلال في القيم ممثلاً فيما نقرأه ونشاهده عبر رسائل (S.M.S) . يستوجب منا الدعم والمؤازرة ومن جميع أنحاء الوطن العربي لهذه الخطوة الحاسمة والتي من شأنها أن توقف من جنوح هذه القنوات الفضائية التي أطلقت لنفسها العنان في منافسة محمومة مع غيرها في سبيل الربح المادي دون أية ضوابط أو احترام لتعاليم وتقاليد وأعراف المجتمع العربي. وإذا كنا نستنكر مثل هذه التجاوزات ونشجبها ونندد بها في مجالسنا واجتماعاتنا وعبر صحفنا ومقالاتنا ، فمن باب أولى أن نتخذ خطوة فعلية نحو التصحيح لإعادة الأمور إلى نصابها والحد من هذا الانفلات الذي تتسابق فيه القنوات الفضائية في سعيها الحثيث لكسب أكبر عدد من المشاهدين بتوفير الممنوع لهم وتشجيعهم عليه إما من خلال رسائل مكتوبة في شريط متواصل أو من خلال رسائل مكتوبة تترجم مفرداتها إلى صوت مسجل بطريقة بشعة ومستهجنة . والخطوة التي اتخذتها جمعية توعية ورعاية الأحداث ممثلة برئيسها في محاربة هذا الإسفاف والانحطاط الأخلاقي الفضائي هي الخطوة التي كان يجب أن تتخذ من قبل وان تطور وتنسق لتتحول إلى لجنة رقابية للقنوات الفضائية الخاصة غير الخاضعة لرقابة حقيقية فعلية معنية بصيانة حقوق المشاهد العربي واحترام ذوقه العام وحمايته من أي إسفاف أو استدراج للتنازل عن قيمه وأخلاقياته بالترويج لوسائل للكسب وجني الأموال على أنها وسائل للتسلية وهي في حقيقتها معاول لهدم أخلاقيات المجتمع وغيرته على قيمه ومبادئه. إن الشجب والاستنكار لم يعودا الطريقة الصحيحة الكافية لمحاربة هذا الجنوح الأخلاقي الفضائي ، بل تجاوزناها للوصول لمرحلة المواجهة والوقوف أمام جميع تجاوزاتها وتعرية حقيقتها وهشاشة أهدافها أمام المجتمع العربي وملاحقتها قضائيا ومعاقبتها ماديا وفضائيا على أي اختراق تقوم به . لأن مثل هذه القنوات لم تنشأ إلى من أجل كسب المال ولا يمكن مخاطبتها أو الحد من استمرائها إلا بإيجاد غرامات مالية وعقوبات عملية تطبق عليها وتجعل لها هامشا احترازيا يردعها عن التجاوز والاستهانة بالمجتمع العربي وأخلاقياته. ونحن من هذا المنبر منبر صحيفة "الرياض" نشكر الفريق خلفان وفريقه الداعم له على هذه الخطوة الإيجابية التي تعكس حرص المجتمع العربي على أخلاقياته وغيرته على مبادئه وقيمه ، وندعو الجميع للوقوف معه ودعمه ماديا ومعنويا في هذه المواجهة الأخلاقية التي قد تكون صعبة وطويلة ولكنها قد تكون بذرة ونواة لشيء كنا ولا نزال نحلم به ونطالب بإيجاده وهو لجنة رقابية فعالة لإدارة كل ما يبث في هذا الفضاء وفلترته