منح الرئيس المصري حسني مبارك أمس وسام الجمهورية من الطبقة الاولى لثلاثة وزراء سابقين هم الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم الاسبق، والدكتور محمد ابراهيم سليمان وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية السابق، والدكتور عبدالرحيم شحاته وزير التنمية المحلية السابق. وقال مراقبون ان منح الرئيس مبارك وسام الجمهورية للدكتور محمد ابراهيم سليمان يشير إلى أن الملفات التي تحدثت عنها الصحف وتتعلق بمخالفات للوزير السابق وبعض أفراد عائلته لن تفتح بعد هذا التكريم الذي جاء لاثبات أنه لا تستر على أي فساد في مصر. وأكد ذلك الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء في تصريحات لرؤساء تحرير الصحف المصرية قائلا ان الحكومة لن تتستر على أي فساد وان هذه هي تعليمات الرئيس مبارك له شخصيا وانه ملتزم بذلك، نافيا ان يكون تم استبعاد أي من الوزراء في الحكومة بسبب قضية فساد او تقارير حول معاملات غير مشروعة، وطالب الصحافيين بعدم توجيه الاتهامات لأي مسؤول بدون وجه حق وضرورة توخي الدقة فيما يتعلق بالذمة والشرف مشيرا إلى أن الأجهزة الرقابية لم ترفع اليه أي تقارير حول فساد أي وزير او مخالفات مالية بعكس ما نشرته بعض الصحف. كما نفي نظيف أن يكون سبب استبعاد الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم من الوزارة الجديدة ارتباطه بجماعة الاخوان المسلمين المحظورة، وقال ان ما تردد في هذا الشأن غير صحيح وأن مقابلته لا تعني اختياره مشيرا إلى أنه كان هناك تفكير في ضم وزارة التربية والتعليم إلى وزارة التعليم العالي للدخول في منظومة تطوير التعليم وفصل وزارة البحث العلمي ولكن تقرر الابقاء على الوضع كما هو وكان القرار بتغيير الوزيرين اللذين أديا دورهما على الوجه الاكمل. وأشار من ناحية أخرى إلى أن وجود ستة وزراء من رجال الاعمال من بين ثلاثين وزيرا أمر طبيعي خاصة وأن تجربة دخول رجال الاعمال في الوزارة السابقة اثبتت نجاحها ويتضح ذلك في أداء الوزيرين رشيد محمد رشيد وأحمد المغربي وقال اننا لن نسمح بأن يكون التغيير على حساب محدودي الدخل ونسعى لأن يكون تحرير الخدمات لصالح محدودي الدخل والصالح العام مع الاهتمام بالخدمات الاجتماعية. الى ذلك يعقد مجلس الوزراء المصري غدا «الأربعاء» اول اجتماعاته بتشكيلته الجديدة برئاسة الدكتور احمد نظيف لاستعراض آليات تنفيذ التكليفات التي وردت في برنامج الرئيس حسني مبارك الانتخابي والمتعلقة بتوفير فرص العمل للشباب والتصدي لمشكلة البطالة وتخفيف اعباء المعيشة عن غير القادرين خاصة بعد ان شمل التشكيل الجديد انشاء وزارة جديدة للتضامن الاجتماعي إلى جانب بحث عدد من التقارير الداخلية والخارجية وبعض مشروعات القوانين التي ستعرض على الدورة الحالية لمجلس الشعب. ٭ إلى ذلك، أكد الرئيس المصري حسني مبارك ان التحدي الأساسي خلال المرحلة المقبلة هو محاصرة البطالة وتوفير المزيد من فرص العمل للشباب وان التوجه لتعزيز اللامركزية هو توجه ثابت نمضي فيه خلال المرحلة المقبلة على ألا يعني ذلك تراخياً في التنسيق على مستوى المحليات والحكومة. وشدد مبارك على ضرورة اتاحة المزيد من الفرص أمام المرأة والشباب.. كما أكد الرئيس على ضرورة مراعاة اعتبارات النسيج الاجتماعي للشعب المصري بمسلمية وأقباطه عند التعامل مع هموم المواطنين ومشكلاتهم فيما يتعلق بدور المساجد والكنائس مشيراً إلى القرار الجمهوري الذي أصدره مؤخراً حول ضرورة أن يعي المحافظون هذه الاعتبارات المهمة للنسيج المصري الاجتماعي ولجناحي الأمة من مسلمين وأقباط. وطلب مبارك خلال الاجتماع الذي عقده أمس مع المحافظين الجدد عقب أدائهم اليمين الدستورية بمقر رئاسة الجمهورية من المحافظين انتهاج خطاب إعلامي يبتعد عن المبالغة وعدم الادلاء بتصريحات إلا بعد تحقيق انجاز ملموس يستشعره المواطن بنفسه.