بعد سنوات من البث فضائيا اصبح تلفزيون ال mtv اللبناني كالأطلال، ولم يعد سوى استوديوهات للتأجير للكثير من القنوات الفضائية في لبنان، وقد لمست الحزن على محيا موظفي هذا التلفزيون الذين توزعوا في العمل ما بين برامج القنوات الأخرى ولا يربطهم سوى علاقة المكان، المتمثلة بمقر التلفزيون الفخم والقابع على جبل مرتفع يطل على خليج جونيه بانكسار وأنا أتجول بين طوابقه خلال زيارتي السريعة الأسبوع الماضي الى بيروت!! هذا الشلل الذي حدث لقناة ال mtv كان للقرار السياسي قوته في إيقاف هذا التلفزيون بعد عدد من المخالفات التي رآها المشرع السياسي هناك وهذا الأمر ليس مجال حديثي سوى من ناحية إيقاف قناة فضائية عن العمل، ولهذا كم أتمنى ان أشاهد إيقاف قناة فضائية عربية لاسباب أخلاقية وليس سياسية كما حدث مع ال mtv، بعد ان اصبح الغثاء الفضائي نتنفسه للأسف حتى في القنوات الإخبارية المتخصصة عن طريق الإعلانات التجارية المثيرة للغرائز، فا أصبحنا محاصرين في قالب فضائي مليء بالتعري بجميع أشكاله، وبدلا من التوقف نجد ان الأقمار الاصطناعية العربية تقذف مع كل صباح مشرق - غيمة سوداء - من القنوات غير المؤدبة، وللأسف ان مفهومنا للحريات في الوطن العربي لم نستطع ان نطبقه - سياسيا - فطبقناه فضائيا، فاصبح المواطن العربي البسيط يشاهد الزيادة في حرية التعري اكثر من أمله في حرية سماع رأيه سياسيا !! ورغم تفاؤلنا المستمر (لاحظوا) المستمر بقمرينا (عرب سات ) و ( النايل سات ) ومسئوليه بأن يصحو من سباتهم العميق عن ما تقذفه قنواتهم من برامج واغاني فيديو كليب عارية ومحاولتهم إصلاح ما يمكن إصلاحه، وبالقرارات الإلزامية كما حدث في لبنان مع تلفزيون ال mtv إلا انه للأسف لم يحدث ولو جزء من أحلامنا، بعد ان أصبحت هذه الأحلام تؤرقنا وتفقدنا الثقة بالفضاء العربي وعلى مستقبل أجيالنا. وبهذا الصدد أعجبني القرار الحكيم لشركة الاتصالات السعودية في مراعاتها للقيم الاجتماعية والدينية في بلادنا، عندما ضحت بالملايين من الريالات و أوقفت خدمة الرسائل ال sms عن برنامج ستار أكاديمي في جزئه الثاني، نظرا لإيمان الشركة بدورها في البناء وليس الهدم كما جاء ذلك في تصريح المهندس سعد القحطاني مدير عام الشئون الاعلامية بالشركة للرياض، كتأكيد جديد لموقف الشركة مع هذه النوعية من البرامج كما سبق ان أعلن ذلك وبكل صراحة رئيس الشركة المهندس خالد الملحم عبر قناة ال mbc في إيقاف رسائل ال sms عن ستار أكاديمي في جزئه الأول ولقيت هذه الخطوة ترحيبا على جميع المستويات في ذلك الوقت، خصوصا ان هذه البرامج فيها الكثير من الأمور الخارجة عن المألوف ليس على مستوانا كمجتمع سعودي فقط وانما على المستوى العربي كما لمسنا ذلك في الكثير من الآراء حول هذه النوعية من البرامج ولا أدل على ذلك المظاهرات الشعبية التي حصلت في البحرين وساهمت في ايقاف برنامج ( الأخ الأكبر)، ومع إيماني ان الكثيرين يعتبرون ان مسألة إيقاف الرسائل عن هذه البرامج تدخل شخصي بحرية الراغبين في المشاركة بتصويتهم، إلا أن الواقع يقول: ان أغلبية المشاركين بالتصويت للأسف هم من المراهقين غير المسئولين عن تصرفاتهم والمسيئين احيانا لمجتمعهم ووطنهم من خلال الرسائل التي وضعت للفائدة وليست لأي أمر آخر، لذا وكون شركة الاتصالات أخذت على عاتقها المبادرة بالتقليل على الأقل من مخاطر هذه النوعية من البرامج أتمنى في الوقت نفسه وبكل تفاؤل وأمل ان نسمع قرارا بوقف قناة فضائية لاسباب أخلاقية من قبل مسئولي الأعلام العرب، فهل تتحقق هذه الأمنية، ام عندما تنتهي عزيزي القارئ من قراءة هذه الزاوية يكون هناك قناة فضائية اكثر تعرٍ او برنامج او فيديو كليب اكثر إباحية يتراقص وبكل غرور في فضائنا العربي ويدخل عنوة لمنازلنا!!!