منذ العام 98 والنصر غائب عن سماء البطولات المحلية، معلومة ليست جديدة، أعلم ذلك، ولكن لنتأمل الواقع النصراوي طوال السنوات الثمان الماضية، بلا شك لم يكن واقع الفريق الأصفر مقبولاً لدى الكثير من أنصاره لظروف عدة تكالبت عليه بعد إقرار نظام الاحتراف الذي يحتم على الأندية الصرف بمبالغ كبيرة تعادل أضعاف ما يصرف سابقاً وفوق ذلك إنقاص حجم الإعانة الحكومية إلى النصف وهو ما صعب مهمة الكثير من الأندية وليس النصر وحده. إن كنت أختلف مع الإدارات النصراوية السابقة في كيفية تعاملها مع أعضاء الشرف والداعمين ومحاولة حصر الرؤية المستقبلية للفريق الأصفر بأشخاص محددين إلا أن الفريق ورغم كل الصعوبات التي واجهته مازال باقياً في الصفوف الأولى لرياضتنا المحلية. من خلال نظرة عامة على أفراد الفريق الأصفر، باستثناء الحارثي والحقباني لا يبدو هناك من يمكن أن يقنع أي مدرب بالثبات كأساسي في الفريق، لا يوجد مواهب حقيقية أو أسماء قادرة على دفع النادي إلى سماء البطولات من جديد، هذه النقطة أحملها ( إدارات النادي ) التي كانت باستطاعتها حسم صفقات تستحق الذكر لدعم الفريق في حين أنها كانت تقدم تنازلات كبيرة لقبول أسماء مستهلكة و ( منتهية ) إما مجاملة لشخصية داعمة أو استجابة لضغط جماهيري ولعل الصفقات الأبرز ( صالح الداوود - منصور الموسى - محمد أبو عذاب ) خير دليل على سلبية تلك الصفقات. رغم هذا التواضع ( الفردي ) في الخارطة النصراوية إلا أن النصر ظل ولسنوات صامداً ومنافساً قوياً على المقاعد الأمامية، بل إنه وفي إحدى السنوات التي أشرف فيها البرتغالي ( جورج آرثر ) على الجهاز التدريبي كان قريباً جداً من إحراز أربع بطولات خلال سنة واحدة وبنفس الأسماء ( المتواضعة )، كما قدم الفريق نفسه بقوة خلال الموسم ماقبل الماضي حينما حرمه ( خطأ إداري ) من تسجيل لاعبين أجانب لمدة سنة كاملة، كان النصر رغم ذلك يجابه الفرق المتكاملة بقوة بل واستطاع الوصول إلى مربع الذهب في أكبر بطولتين محليتين في وقت كانت فيه تلك الفرق ( المتكاملة ) تحارب لتأمين وضعها في أندية الوسط. سيناريو السنوات العشر الماضية يتكرر هذا الموسم، لا أقول بأن الفريق يقدم عروضاً ممتعة وقوية، لكنه مازال يثير الدهشة ببقائه في الصفوف الأمامية رغم كل الأحداث، الآن الفريق استفاد من خلافات وتنافس الأندية الأخرى وأصبح يتلقى دعماً كبيراً من مبدأ ( ليس حباً في زيد )، لذلك مثل هذه الفرص الذهبية لن تتكرر مرة أخرى، الحظ لا يبتسم مرتين، فإما الاستفادة المثلى من هذا الدعم سواء في جلب لاعبين أجانب ومحليين ذوي قيمة مميزة أو حتى بدعم مادي كرواتب ومكافآت وعقود، للعودة لسماء البطولات الفعلية بدلاً من الاقتصارعلى المنافسة في أدوار متقدمة. صحيح أن كل المؤشرات كانت تنبئ بخسوف نصراوي عن سماء البطولات لفترة طويلة، لكن المؤشر ليس قاعدة يحتج بها، الآن يجب أن يفكر النصرايون بالمنافسة الحقيقية واللعب بروح إحراز الكؤوس فالزمن طال كثيراً عن ملامسة الذهب. رغم فرضية كوني صحفياً وأن أبقى محايداً، إلا أني أتمنى أن يواصل النصر مشواره اليوم لكسب بطولة كأس ولي العهد التي تبدو مهمتها ليست صعبة مقارنة ببطولة كأس خادم الحرمين الشريفين التي يتطلب فيها إحراز اللقب لعب أكثر من 24 مباراة. الصالح مكسب وإضافة كما هي حالنا عندما نسعد بمشاهدة موهبة كروية جديدة في ملاعبنا الخضراء، الآن سعادتنا كبيرة أيضاً ونحن نشاهد نادي النصر يقدم ادارياً مميزاً خلال هذا الموسم «حسام الصالح» قدم نفسه هذا العام برؤية ادارية رياضية شابة سهلت كثيراً من المهام في الادارة النصراوية، اضافة إلى جهوده ومتابعته و(دعمه) الشخصي، يبذل جهوداً كبيرة لجلب أسماء داعمة جديدة للفريق الأصفر، الصالح الشخصية الاقتصادية الشابة بكل تأكيد مازال يحمل كماً كبيراً من الأفكار الجديدة، أتمنى ان يعطى مساحة عمل أكبر وصلاحيات أوسع.. فبجعبته الكثير. [email protected]