قبل (20) عاماً استبشر أهالي الجمش بصدور قرار مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض في ذلك الوقت بتشغيل مستشفى الجمش بسعة (30) سريراً، ولكن الحقيقة تبخرت إلى حلم طال انتظاره.. اللوحة التي تحمل اسم المستشفى لم تصمد فوقعت أرضاً من طول الانتظار، فما بالك بالمواطنين الذين ينتظرون سنة تلو أخرى لرفع معاناتهم. الحوادث كثيرة ومميتة وملتقيات الطرق خطيرة والعابرون في تزايد مستمر. العديد من الأهالي تحدثوا ل«الرياض» عن هذه المعاناة. في البداية تحدث رئيس مركز (سرورة) الأستاذ رماح بن ناصر الدلبحي قائلاً: تبلغ المراكز والهجر التابعة للجمش حوالي (146) مركزاً وهجرة، وهذا يدل على الكثافة السكانية الكبيرة. وأضاف الدلبحي بأن هذه المنطقة تحتاج إلى مستشفى لكي يستفيد منه المواطنون، فهناك حالات طارئة لا تحتمل التأخير لأن أقرب مستشفى يبعد عنّا حوالي (120) كيلومتراً وهو مستشفى الدوادمي. كما تحدث السيد عمار العمار قائلاً: تقع الجمش على طريق الحجاز القديم الرابط بين منطقة القصيم ومكة المكرمة ويسلكه المسافرون والحجاج والمعتمرون ويتعرض معظمهم إلى حوادث مرورية تخلف إصابات تحتاج إلى تدخل طبي وعلاجي سريع، وهذا غير متوفر لضعف الامكانات الطبية بالجمش. وتحدث الأستاذ عباد عبيد الدلبحي مشرف التقويم الشامل بالجمش قائلاً: لم يشفع النمو السكاني والعمراني والتطور المطرد في جميع مناحي الحياة من افتتاح مستشفى بالجمش طال انتظاره!! قبل عقدين قرر افتتاح مستشفى بالجمش ورفع معاناتنا المستمرة، ولكن دون جدوى. وتحدث ل«الرياض» الشاب محمد بن عبيد الحزيمي قائلاً: منذ صغري وأنا أسمع عن مستشفى الجمش بالاسم فقط، والحقيقة أنه يعمل مركز صحي محوري لا فائدة منه، الجمش منطقة يسكنها ما يقارب (200) ألف نسمة يحتاجون إلى رعاية صحية متقدمة، ودولتنا لم تبخل على المواطن والمقيم وقدمت الكثير من الخدمات الصحية والتعليمية، ومنذ سنوات تم تجديد المبنى القديم وبناء ملحقات للتنويم يستخدم الآن من قبل المركز الصحي، والمبنى القديم مغلق حتى إشعار آخر ويحتاج إلى صيانة جديدة، وأهالي الجمش يعانون من ضعف الخدمات الصحية، ويتكبدون السفر ومخاطره إلى المدن القريبة طلباً للعلاج، مع التعداد السكاني الكثيف وتسارع النشاط العمراني والتجاري تحتاج الجمش إلى مستشفى بسعة (100) سرير، ونحن أهالي الجمش نناشد المسئولين في وزارة الصحة بافتتاح المستشفى ودعمه بالكوادر البشرية والطبية وافتتاح قسم للطوارئ يعمل على مدار الساعة. وتحدث في هذا الجانب الأستاذ/ متلع بن صقر بن عصاي، إمام المسجد القريب من مقر المركز الصحي المحوري المسمى مستشفى حيث قال: قبل عشرين عاماً تم تعليق لوحة تحمل مسمى (مستشفى الرفايع بالجمش) ومن ذلك التاريخ حتى الآن ونحن الأهالي نعاني وننتظر وجميع الحالات الطارئة والعاجلة، يتم تحويلها إلى مستشفى الدوادمي العام مع طريق ذو مسار واحد ومتهالك، وسيارة إسعاف لا يتوفر فيها أجهزة طبية، وقبل أشهر وقع حادث في مدخل مركز القرين الشرقي بين ست سيارات وأسفر عن إصابات خطيرة ومتوسطة للسائقين ومرافقيهم، بعضهم خطير، تم تأخيرها في موقع الحادث ويعود ذلك لضعف الامكانات وعدم وجود مستشفى بالجمش.