إذا كنت معلما فلتقل على نفسك الرحمة. فإذا لم تسلم من الحسد فلن تهرب من الضرب! فالمعلم في مجتمعنا أصبح سلة للمهملات ترمى عليه قاذورات المجتمع الثقافية والنفسية فأي مشكلة تظهر لنا اساسها وبناؤها هو المعلم المسكين؟ فالمعلم محارب من كل الاتجاهات. فهو محسود على دوامه وكثرة اجازاته وعلاواته. لم يعلموا أن المعلم يعاني من مجتمعه ووزارته وطلابه. فهو يقف امام شريحة مختلفة من ثقافات الطلاب ويعمل 7 ساعات متواصلة يتخللها نصف ساعة راحة للافطار ناهيك انه اذا كان عليه اشراف في ذلك اليوم فلن ينعم بالنصف ساعة. علاوة انه يتحمل اربعين طالبا في الفصل على الأقل والأب لا يتحمل ثلاثة من أبنائه في المنزل. المعلم يعاني نفسيا وجسديا فالطلاب من أمامه والتعاميم من خلفه وأولياء الأمور عن يمينه والادارة عن يساره فأين المفر؟ فمن ضمن تلك التفاهات ولي أمر طالب يجبر المدرسة على قبول ابنه على حساب طالب آخر. وآخر يهدد مدرساً. بل وصل الأمر إلى الضرب فكم سمعنا عن ضرب مدير مدرسة ووكيل ومعلم وآخرها وليس آخرها قبل عدة أيام ضرب وكيل مدرسة في حائر ومدير مدرسة بحي الشفا بالرياض وكما يقال القادم أحلى للكادر التعليمي المغلوب على أمره. فالمعلم يحمي لنا أبناءنا كما أن رجل الأمن يحمل لنا أرضنا الا ان لرجل الأمن له تقدير واحترام لدى الجميع والمعلم يهان حتى من أصغر طالب لديه؟ وكما يقال من أمن العقوبة أساء الأدب. فالمجتمع أمن العقوبة من المعلم فأساء الأدب بالقول والفعل ووزارة التربية والتعليم لم تحفظ للمعلم هيبته ومكانته بين الناس حتى في أبسط حقوقه فليس للمعلم تأمين صحي ولا تأمين نفسي ولا حتى تأمين قولي بالرد على من يتطاول على أحد منسوبي وزارتهم الموقرة؟ والمشكلة على ماذا يحسد ويضرب المعلم؟ راتب مقطوع 3500 ريال للمعلم الجديد. اعطاؤه أقل من حقه في السلم الوظيفي. - ليس له مستشفى خاص يتعالج فيه كبقية القطاعات الحكومية والأهلية. - وزارته الموقرة تقف متفرجة ولا تحفظ حقه. - تعاميم ترهق كاهل المعلم حتى وصل الأمر إلى محاسبة المعلم لو رسب الطالب؟ - عدم حفظ حق المعلم اذا اعتدى عليه أحد. - لا يشهر من ضرب أو هدد المعلم بينما لو أخطأ المعلم بضرب طالب ما لشهر في جميع الصحف والمجالس الأسرية؟ فهل ستقف وزارة التربية والتعليم لتربي وتعلم من تسول له نفسه الاقدام على معلميها وتشهر بهم ليكونوا عبرة لغيرهم. أتمنى ذلك ولو انه في الواقع يصعب على الوزارة فعل ذلك ولكن الأيام ستثبت العكس ان شاء الله، أليس كذلك ياوزارة التربية؟؟ وفي النهاية: أقول من يحسد المعلم في عمله واجازاته فليتقدم إلى وزارة الخدمة المدنية لينضم إلى سلك التدريس ليرى المهانة والحسد والضرب من المجتمع المتقدم؟ ومثل ما يقال: «اللي يده في الماء مو مثل اللي يده في النار فطب في النار عشان تحس فيها؟».