سبق وأن تحدثت عن تأهيل المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة وعن توعية الأفراد لهذه الفئة. سنذهب اليوم إلى قرية من قرى الرياض ونكتشف معاناة طفلة تعيش فيها. الطفل أمل في الصف الثاني الابتدائي وتدرس في مدرسة يوجد بها دمج وقد شخصت من قبل معلمة التربية الخاصة على انها من فئة التوحد. هنا تكمن المشكلة لأن الأم والأب لا يريدان أن توصف ابنتهما بأنها معاقة فوضعا لها سمعات في الأذن لأنهما ظنا انها تعاني من ضعف في السمع ولكن أمل منزعجة من الأصوات العالية جداً لأنها تسمع بشكل جيد. ان الأم والأب يجهلان ان من خصائص المتوحدين انهم لا يتجاوبون لأن لديهم اضطرابات في التواصل. عندما علمت الأم أن أمل قد شخصت ووضعت من فئة التوحد غضبت كثيرا وصارت تهدد معلمة التربية الخاصة ومديرة المدرسة وصار الأب يهدد أيضاً. ان للأسف الشديد الأم هي معلمة في نفس المدرسة وهذا يعني انها أمية فكرياً ولا تريد أن يقال لطفلتها معاقة لأنها تخجل من نظرة المجتمع لها ولطفلتها. ان كل أسرة في هذه الحياة لها خططها وتوقعاتها نحو أطفالها لهذا فإن وجود طفل معاق في الأسرة قد يسبب نوعاً من الاحباط لهم. من هذا المنطق أرى أن التوعية الأسرية مهمة لكي يتعرفوا على أسباب الاعاقة وكيفية الوقاية منها. ان توعية الأسرة تكون في ارشاد الوالدين على العوامل المؤدية للاعاقة وكيفية اهتمام الأم الحامل بصحتها والعناية الطبية وطرق التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة داخل الأسرة حيث لا ينظر لهم نظرة الشفقة والرحمة وعدم تجاهل الاعاقة أو الخجل من المجتمع بسببها.