في العام الخامس عشر لتجربتنا الاحترافية لا نزال نعترف بعدم اكتمال الاحتراف السعودي تنظيماً وتطبيقاً. ولأن الاعتراف بالحق فضيلة فإن هناك أسباباً عديدة لعدم اكتمال التجربة منها العجز المالي للأندية، ضعف الوعي بأبجديات الاحتراف، ثغرات النظام، ندرة وكلاء المحترفين، والقصور الواضح في تجربة الاحتراف الخارجي للمحترف السعودي. ولعلي أتوقف اليوم عند السبب الأخير.. حيث استوقفتني «وجهة نظر» طرحها الصديق «نزار العلولا» في جريدة «الجزيرة» قبل أسبوعين بعنوان «لجنة تسويق الاحتراف الخارجي»، حيث يرعى المحترفين السعوديين القادرين على اللعب في الأندية الأوروبية، وقد اشتملت اللجنة على وكلاء معتمدين من الفيفا لديهم القدرة على مد الجسور بين المحترف السعودي والأندية الأوروبية. الاقتراح رائع، وأضم صوتي لصوت الكاتب وأتمنى أن تستفيد اللجنة من مذكرات التفاهم التي وقعها الأمير نواف بن فيصل مع عدد من الاتحادات الأوروبية، كما أتمنى أن يركز الإعلام السعودي على فكر «الاحتراف الخارجي» لأنه ركن هام في منظومة الاحتراف. أليس من المخجل أن نصل إلى كأس العالم أربع مرات على التوالي دون أن يكون لدينا محترف واحد يحمل لواء الكرة السعودية في أوروبا؟.. ألا تتفقون معي بأن «تونس» ستكون أكثر خبرة في مجموعتنا بكأس العالم لأن لديها أكثر من عشرين محترفاً في أوروبا؟ Better late than nevr «أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً».. هذا المثل ينطبق على احترافنا الخارجي، ولذا يجب ألا نتأخر أكثر مما تأخرنا، ولنبدأ العمل من الآن على تأسيس فكر الاحتراف الخارجي لدى النادي واللاعب والجمهور والإعلام، والإعلام على وجه الخصوص مطالب بتبني هذا النهج من خلال تخصيص مساحة أكبر لهذا الهم الرياضي الذي لن تقوم للاحتراف قائمة بدونه.. فلنبدأ من اليوم، ولنستكتب كل قلم قادر على نشر الوعي الاحترافي في رياضتنا.. وكم قرأت للقراء من مقالات متميزة تستحق أن تكون أعمدة رئيسية في الصحافة الرياضية، ولعل قلم الصديق «نزار العلولا» يمثل مشروع كاتب مميز.. فمن يتمكن من استقطابه؟ «النمر».. يستاهل أكثر! ليس للكتابة قيمة ما لم يتفاعل معها المتلقي، ولذلك أتابع منتدى الكتاب للتعرف على ردود الفعل بعد كل مقال.. كما أفرح أكثر بالتعقيب الذي يردني من المعنيين بالمقال، وقد تلقيت اتصالاً من الزميل «محمد السقا» يعقب على مقالي السابق، حيث قارنت بين الدعم المالي الذي حظي به لاعب إماراتي قبل شهر من حفل اعتزاله بالمقارنة مع ما تحصل عليه «الثنيان» من دروع تذكارية في الحفل الذي سبق مباراة الاعتزال، فأوضح أن المكافآت المالية قدمت بين شوطي المباراة من عدد من الشخصيات السعودية والخليجية يتقدمهم الرئيس العام ونائبه، وقد تجاوز المجموع مليوني ريال. وهنا أتوقف لأشكر كل من قدم الدعم المالي لأفضل موهبة عرفتها الملاعب الآسيوية، مع أمل بتواصل الدعم لمن فاته القطار يوم المباراة، ولعلي أذكر مرة أخرى بالمثل الوارد في الجزء الأول من المقال، فهل نقرأ عن المزيد من المكافآت التقديرية للنجم الباهر في الأيام القليلة القادمة؟ وهل نسمع عن استغلال «الفيلسوف» في مدارس البراعم طالما لديه القدرة على مداعبة الكرة وما زالت إبداعاته عالقة بأذهان جيل اليوم؟ الوفاء في الرياضة من أهم الأخلاقيات التي يجب ترسيخها في ذهن المجتمع الرياضي السعودي، لأنها تشكل منعطفاً هاماً في إقبال الشباب على الرياضة، وعلى دروب الوفاء نلتقي،،