صدر عن الدار العربية للموسوعات، بيروت: لبنان 2006- 1426ه كتاب «الاختيارات البديعة في نسب ربيعة» للأستاذ عبدالعزيز بن إبراهيم الأحيدب في خمسمائة وست وعشرين صفحة من الحجم المتوسط. يشتمل الكتاب على مقدمة بين فيها الكاتب أهمية النسب من خلال إيراد عدد من الأدلة. تلا ذلك بتمهيد بين فيه النسب وفضله مستشهداً بآيات من القرآن الكريم، وبعدد من الأحاديث النبوية الشريفة، وبأقوال الصحابة رضي الله عنهم. وتحت عنوان بين معنى «الربيعة» في اللغة وأدرج تحته العديد من العناوين الفرعية. ثم تحدث في عنوان عن تغلب بن وائل بن قاسط وانضوى تحته العديد من العناوين الفرعية. ثم تحدث عن معارك سيف الدولة في بعض بلاد الروم وأسر قسطنطين ابن الدمستق وجرح الدمستق وجهه، واندرج تحت هذا العديد من العناوين الجانبية. ثم جاء فهرس الأعلام، ففهرس الأيام والوقائع، ثم فهرس القبائل والشعوب والفرق، ثم فهرس الأماكن، ثم فهرس الموضوعات. ويحتوي الكتاب على كم كبير من المعلومات التي جاء بها الباحث من مصادر شتى يبدو أن جمعها تطلب منه فترة زمنية طويلة وجهداً مميزاً. فالكتاب من أوفى الكتب التي احتوت على معارف شتى فيما يتصل بقبيلة ربيعة، كما أنه من أهم الكتب فيما يتصل بمعرفة استمرار القبائل العربية من العصر الجاهلي إلى العصر الإسلامي، ومعرفة صورة الصراع التي كانت بين القبائل العربية في العصر الجاهلي واستمراريتها في العصر الإسلامي عندما تضعف الدولة وتسيطر قوة القبيلة أو التحالف القبلي. فتقرأ فيه صراع سيف الدولة الحمداني مع بني أسد ومع بني عامر ومع تميم، فهذه من القبائل العربية التي كانت ربيعة على خلاف معها وفي حرب. إضافة إلى ذلك فالكتاب مكتظ بالترجمات للشخصيات التغلبية القديمة والإسلامية، والصورة التي يعكسها الكتاب لقبيلة تغلب هي الصورة التي يمكن ان توجد للقبائل العربية الأخرى ذات الرئاسة مثل قبيلة كندة التي ذهبت إلى الأندلس لتؤسس دولة خاصة بها. وربيعة بفرعيها تغلب وبكر إحدى القبائل العربية عزيزة الجانب فيما قبل الإسلام. سكنت هذه القبيلة شمال وسط الجزيرة العربية، وكانت لها فيه حروب طويلة. وبعد قيام مملكة كندة في وسط الجزيرة العربية انضوت القبيلة برمتها تحت سلطة مملكة كندة، بل هي القبيلة الوحيدة التي ذكر أنها عقدت حلفاً مع كندة، ذلك الحلف الذي أبرمه الملك الكندي حجر آكل المرار بن عمر الكندي في مكان يعرف باسم الذنائب حدده الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس في عالية نجد الجنوبية، ويعني هذا الحلف ان ربيعة كانت محالفة لكندة ولم تخضع لها خضوع المهزوم للهازم. وهذا خلاف ما حدث للقبائل العربية الأخرى التي أخضعها الملك الكندي المذكور بالحرب والقتال، بل شاركت ربيعة كندة في حروبها العديدة؛ تلك المشاركة التي استمرت حتى تقويض الكيان الكندي، فاتجهت ربيعة صوب الشمال، وكندة صوب الجنوب. وربيعة قبيلة عربية عاشت عزيزة الجانب، قبيلة محاربة ظهر منها الأبطال، فخلال زمن ما قبل الإسلام ظهر فيها قادة جيوش تحالف القبائل الجنوبية مثل ربيعة وابنه كليب من بعده. وهي إحدى قبائل المجد والشموخ ففيها تغلب الغلباء صاحبة الرئاسة ومنها أسيد وكلثوم وعتاب والساعي كليب. وفيها بكر فمنها جساس بن مرة واخوته العشرة الحارث بن عباد والحارث بن همام بن مرة وبسطام بن قيس الشيباني، وبنو شيبان قاهرة الفرس في معركة ذي قار، وبنو حنيفة سكان الوادي المدون باسمهم إلى اليوم. إنها قبيلة عربية منتشرة في الحاضرة والبادية فتستحق ان يعنى بنسبها وأخبارها ورجالها وأيامها. فلها أيام يشيب منها الولدان مثل أيام البسوس، ويوم الكُلاب الأول الذي فيه قتل الأمير الكندي شرحبيل بن حجر بن الحارث، ويوم خزاز، يوم ان تولت قيادة القبائل العربية لحرب جيوش تحالف قبائل الجنوب وفيه انتصرت ربيعة. ويعد هذا الكتاب قاعدة معلومات أساسية لدراسة قبيلة ربيعة، ونأمل ان يكون المؤرخ الأحيدب هو من يطور البحث في هذا المجال من خلال إجراء دراسات أخرى عن هذه القبيلة وإصدارها في القريب غير البعيد.