«آفاق التطور السياسي والاجتماعي في المملكة» محور حديث بثته قناة المستقلة مؤخرا على مدار عدة حلقات، وكان ضيوف البرنامج من المملكة الدكتور محمد آل زلفة عضو مجلس الشورى والمفكر الإسلامي الدكتور سعود الهاشمي. وقد شاب حديثهم في جميع الحلقات التي تم عرضها لغط حاد وتناولوا الموضوع بحساسية مفرطة ومن زوايا ضيقة، وتعاملوا باسلوب الغمز واللمز والاتهامات حول انتماءاتهم الفكرية وزاد من سخونة اللقاءات مداخلات الدكتور محمد النجيمي الذي أضاع وقت البرنامج مرددا ومصرا من أن الدكتور آل زلفة ينتمي لأهل الفكر الليبرالي مستشهدا باقتراحه الذي قدمه لمجلس الشورى من السماح للمرأة بقيادة السيارة، بينما ظل آل زلفة يؤكد انه معتدل وغير ملتزم بمدرسة بعينها. الحاصل أن السادة الضيوف بهذه الوضعية وبمداخلات الدكتور النجيمي المشحونة افتقدوا الهدوء والدبلوماسية واتسمت كلماتهم بالحدة، وكل واحد منهم ساعد الآخر في الخروج عن صلب الموضوع وأهميته. وأصابتنا الحيرة وعلامات التعجب كمشاهدين لتلك الطريقة التي انتهجوها وبالتالي خنقت الموضوع على ذلك النحو الغريب الذي عكس الآفاق الضيقة وحالات التشنج. كنا نأمل ونحن نتابعهم باهتمام التركيز على الجوانب المضيئة في مسيرة التطور الذي تشهده المملكة على كافة الأصعدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين ونقل ذلك بطريقة حضارية تتسم بالهدوء والموضوعية لملايين المشاهدين الذين تابعوهم. خاصة وأن كلاً منهم على قدر كبير من العلم والمعرفة ويتمتعون بخبرات طويلة تمكنهم من التعامل بمثالية أكبر مما شاهدناه والخروج بما يفيدنا من معلومات ويثري عقول المشاهدين. تقاس الأمم والشعوب بما حققته من مكتسبات، ومشاهد التطور والنماء، والمملكة إحدى الدول التي تشهد نهضة شاملة في كافة أرجائها، كما استطاعت بفضل من الله، والرؤية الثاقبة لولاة الأمر وبتضافر الجهود وعقليات أبنائها من التقدم نحو مستقبل مشرق بخطى ثابتة وآمال واسعة جعلت المملكة في مصاف الدول المتقدمة. وشملت آفاق التطور العديد من مرافق الحياة والبنية الأساسية التي ترقى بالوطن وتحفظ حقوق المواطنين وتوفر لهم سبل العيش الكريم، ومن أبرز المكتسبات، تفعيل المشاركة الشعبية في صنع القرار والمتمثلة بالحوار الوطني الذي يلتقي من خلاله أبناء الوطن تحت مظلة واحدة من ذوي العلم والكفاءات على مختلف توجهاتهم ومذاهبهم والتحاور فيما بينهم بما يخدم وطنهم، دون حواجز أو معوقات وطرح آرائهم بصراحة وشفافية بعيداً عن الانفعالات والتشنجات والاستماع للرأي المقابل وذلك في جو من الوحدة والتآلف الذي يعكس مدى الفكر المستنير الذي يضيء الطريق بمشيئة الله للأجيال القادمة، وهذا ما سعت لتحقيقه حكومتنا الرشيدة. كما أن العالم بدأ يسمع ويشاهد مشاركة المرأة السعودية بشكل ايجابي في العديد من المجالات، وأصبحت المرأة السعودية بعقليتها الراقية وبثقافتها الإسلامية جزءاً فاعلاً في المجتمع. وأصبح لدينا اعلاما يواكب مسيرة التطور، وعلى ضوئه توفر للجميع مساحات واسعة من حرية الرأي والتعبير من خلال وسائل إعلامنا المرئية والمسموعة والمقروءة، ونقصد بحرية الرأي وتقديم ما لدينا من أفكار أو شكاوى بحرية تامة حول تقصير ما وكيفية معالجته، وليس القذف والسب والتشهير بخصوصيات الناس هي الحرية التي يتصورها البعض. وكذلك دعمت حكومة المملكة إقامة الهيئات والجمعيات التي تعنى بحقوق الإنسان وبدأنا نلحظ ذلك النشاط حول قيام الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان من النظر في قضايا واحتياجات المواطنين والمقيمين وفحوى مطالبهم ونقلها إلى المسؤولين ومتابعتها وامكانية حلها بأسرع وقت ممكن. ولا يفوتنا الاشادة بانتخابات المجالس البلدية التي شهدتها مناطق ومحافظات المملكة والامكانات الكبيرة التي وفرتها الحكومة وعكست للعالم جواً من الديمقراطية عاشته المملكة وأبناؤها خلال تلك التظاهرة، وهذا يؤكد سعي حكومتنا للاصلاح المنشود الذي بدأت بتطبيقه فعلياً على أرض الواقع.