مع شكرنا وتقديرنا لمن ساهم في هذا الجهد الضخم واعداده، الا انه مع التأخير الذي صاحب (كود) البناء السعودي والذي تعسرت ولادته فإننا وجدنا ان (الكود) في المؤتمر (لم ينته بعد)، وقد كنا مع التسجيل للمؤتمر الاول لكود البناء السعودي والذي اقيم هذا الاسبوع نتلهف بان يكون من ضمن محتويات حقيبة المؤتمر (سي دي) يحوي (الكود)!. ولكن قالو لنا يا (سيدي) ما فيه (سي دي) !! فالموضوع يحتاح الى عملية (قيصرية) حتى يولد هذا (الكود)!. لذا طلب منا الانتظار اربعة اشهر اخرى !!. فهل هي فترة (طباعة) ام عدة (طلاق)!!. ان ثلاث سنوات اقل او اكثر والتي استغرقتها اللجنة هي في هذا الوقت طويلة جدا ،حيث اننا نعيش في زمن تسارعت فيه عجلة التنمية بشكل اصبحت السرعة تقاس (بالقيقا هيرتز) وليس بالشهور والليالي. وكان المفترض ان تكون العملية تفاعلية بشكل ضخم لا يتجاوز مددها ستة اشهر او سنة على اكثر تقدير. ان الكود بالنسبة للبناء كالدستور بالنسبة للدولة، فتصور كم هي مشكلة العمران حينما يكون بدون (كود) يوحد ويربط جميع النواحي التنظمية والتشريعية في مختلف المجالات العمرانية والانظمة الانشائية والمكانيكة والكهربائية والسلامة ..الخ . وحيث ان طبيعة العمل لدي تفترض الاحتكاك مع اطباء، حيث الاشراف على مستشفيات ذات سعات تنويمية تصل الى 500 سرير فإن المعاناة تكون شديدة مع فقدان (كود) سعودي للبناء وللمباني الصحية خصوصا. حيث نستلف من اكواد العالم ما يسعفنا في التخطيط الطبي وفي بعض الاحيان نجد ان كثيرا منها لا تفي بالمتطلبات الاجتماعية او هي زائدة عن حاجاتنا. والمشكلة تكمن انه لايمكن لنا ان نوقف عجلة التنمية وتسارعها حتى تنتهي لجنة (الكود).! و تتضاعف المشاكل اذا سارت التنمية بدون (كود) فيصبح التطبيق حين ذاك اصعب مما يفعل المرور الآن على الطريق الدائري للرياض العاصمة حيث تسير المراكب بسرعة 170 كم والمطلوب ان تسير بسرعة 70 داخل المدينة. ولذا فإن المرحلة التي تعد اصعب من اعداد الكود هو تطبيق الكود، اذ ما الفائدة من (الكود) اذا طبع طبعات فاخرة و لم ير اثره في العمران. وحيث اننا نعيش على مشارف طفرة عمرانية جديدة فإننا نأمل ان لا تفلت هذه الطفرة من تطبيق الكود، و ان يتم العمل من الآن بالزامية تطبيق الكود بعد ان يرى النور بدل الانتظار حتى تنتهي الطفرة ويأتي فترة (الركود). ٭ نائب رئيس شعبة ادارة المشاريع بالهيئة السعودية للمهندسين