أهدى إليّ الزميل تركي بن عبدالله السديري كتاباً اسمه «المستطرف النبطي» عبارة عن نوادر وقصائد ساخرة من الشعر النبطي في المملكة العربية السعودية والخليج. ومن عادة الزميل تركي أنه إذا اشترى كتاباً أثناء رحلاته أو في تردده على المكتبات داخل المملكة، أن يشتري ثلاث أو أربع نسخ. واحدة له كي يقرأها والبقية يوزعها على أصدقائه ممن يعرف عنهم اهتمامهم بالمادة. إسم الكتاب الذي أتحدث عنه «المستطرف النبطي» لجامعه إبراهيم الخالدي. ولستُ هنا بصدد استعراض مادة الكتاب، ولا تحليل محتوياته، فالطبعة كما لاحظت ليست جديدة، وهو - أي الكتاب - في الأسواق منذ مدة. غير أنني أقول إننا في أيامنا القاسية التي نعيشها، والهموم القاسية والمشاكل الحياتية، بحاجة إلى الترويح وإجلاء صدأ القلوب بالمفاكهة والمزاح والترنّم بالطريف من القول.. فالتنظير السياسي والأيديولوجي صار يقلقنا بعد نهاية كل كتاب نتصفحه. أو في نهاية كل مقال نقرأه. وقد وجدت أن معظم القصيد الاخواني برهان الذهن، وفيه الكثير من العبقرية ويجعل القارئ يدخل في بحور لا مجال للريب فيها، فهي تجعل القارئ يبتسم عندما تعبس دنياه. وفي لبنان، أخرج علي مروّه موسوعة من ثمانية كتب، مجلدة تجليداً فاخراً، داخل علبة فاخرة اسمها - أي المجموعة «موسوعة الأدب الضاحك» وطُبع منها عدة طبعات آخرها مطبعة في لندن. الوجه الباسم في حياتنا يريحنا من فراغ الروح والسأم.