تفوقت الكرة السعودية وأكدت علو كعبها على الكرة الآسيوية من خلال المنتخبات أو الأندية فالأخضر العملاق ظل رقماً ثابتاً في نهائيات الأمم لأكثر من عشرين عاماً ومثلها في المونديال العالمي لأربع مرات متتالية «رقم قياسي». في حين أن الأندية السعودية باتت «القاسم المشترك» في بطولات العالم للأندية فبعد مشاركة النصر في النسخة الأولى و«تأهل» الهلال للنسخة المؤجلة ثم الملغاة بسبب إفلاس الشركة الراعية جاء «تمثيل» الاتحاد في النسخة الأخيرة المختتمة قبل أيام قلائل في اليابان لتؤكد حقيقة واقع الكرة السعودية المتطورة وثباتها في الصفوف الأولية لفترة زمنية طويلة وستظل كذلك إن شاء الله. وفي هذا التقرير نستعرض لكم واقع الفرق السعودية «النصر والاتحاد» والنتائج التي تحصلا عليها من خلال «لغة الأرقام» التي لا تقبل الأهواء وتنبذ العاطفة. النسخة الأولى مونديالية جاءت الطريقة التي سارت عليها منافسات النسخة الأولى التي جاء على ذات النهج الذي يعمل به في البطولات الكبرى من خلال تقسيم الفرق إلى مجموعات تخوض المنافسات ويتأهل من كل مجموعة فريقان وهكذا، وهو الأمر المتبع في نهائيات كأس العالم «أقوى مسابقات كرة القدم على الإطلاق». وفي هذه النسخة تم تقسيم الفرق الثمانية إلى مجموعتين مقسمتين بالتساوي وضمت المجموعة الأولى «كورنثيانز البرازيلي وريال مدريد الاسباني والنصر السعودي والرجاء البيضاوي المغربي». فيما ضمت المجموعة الثانية فرق: فاسكو دي جاما البرازيلي ومانشستر يونايد الإنجليزي وفريق سياكاكسا المكسيكي و«إف. سي. يونايتد» الاسترالي. وتأهل من كل مجموعة فريقان شكلا مربع الدور نصف النهائي بحيث التقى الأول مع الثاني في المجموعة الأخرى ليتأهل الفائزان إلى المباراة النهائية ليكون مجموع ما لعبه البطل «خمس» مباريات حتى الحصول على اللقب وهو رقم قريب جداً من بطل العالم للمنتخبات الذي يلزمه خوض «سبع» مباريات فقط في حين جاءت النسخة الثانية «الملعوبة» أشبه «بمسابقة قارات»، حيث اختير للمشاركة أبطال القارات الست فقط ورشح بطل أوروباء وأمريكا الجنوبية للدور نصف النهائي في حين يلعب أبطال القارات الأربع مباراتين يتأهل منها الفائزان للدور نصف النهائي ويكفي أن نعرف أن بطل هذه «النسخة» ساوباولو لم يلعب سوى مباراتين حتى يتحصل على اللقب وهو «رقم ضعيف جداً» في عرف المنافسات الكروية. وقد سارت «المسابقة» على النحو التالي: يلعب بطل آسيا «الاتحاد» مع بطل افريقيا «الأهلي القاهري» والفائز منهما يلاقي ساوباولو البرازيلي وقد تأهل الاتحاد عبر فوزه على الأهلي بهدف يتيم في حين يلتقي بطل أمريكا الشمالية »سابريسا» الكوستاريكي مع بطل «أوقيانوسيا» سيدني الاسترالي والفائزة يقابل ليفربون الانجليزي. وقد تأهل الفريق الكوستاريكي بعد فوزه بهدفين لهدف، وفي الدور نصف النهائي تأهل ساوباولو وليفربول للمباراة الختامية بعد الفوز على الاتحاد وسابريسا بثلاثية لكل منهما ناهيك عن أن النسخة الأخيرة لم تستغرق من الزمن سوى أسبوع واحد فقط. النصر يتفوق على الاتحاد أما فيما يخص المشاركة السعودية - السعودية والمتمثلة بالثنائي النصر والاتحاد فإنها من حيث الأفضلية تصب للجانب النصراوي سواء من حيث النتائج المسجلة أو البعد الإعلامي المصاحب. فالفريقان شاركا في ثلاث مباريات وقد فازا فقط على ممثل القارة الافريقية فالنصر فاز على الرجاء البيضاوي بأربعة أهداف لثلاثة في حين تغلب الاتحاد على الأهلي بهدف يتيم. في حين أن النصر خسر مباراتيه الأخريين أمام فرق عملاقة «ريال مدريد» نادي القرن العالمي بثلاثة أهداف لهدف واحد في حين خسر أيضاً من كورنثيانز البرازيلي «البطل» وبطل الدوري البرازيلي آنذاك وحالياً بهدفين نظيفين. في المقابل جاءت الخسارتان الاتحاديتان من فريقين أقل بكثير من الفرق التي قابلت النصر فساوباولو يحتل المركز الحادي عشر في الدوري حالياً وسباريس «مغمور» وهما بكل الأحوال لا يقارنان بالريال الملكي والبطل البرازيلي. وقد سجل النصر خمسة أهداف وتلقت شابكه ثمانية أهداف، في حين سجل الاتحاد خمسة أهداف أيضاً وتلقت شباكه ستة ونظام النسخة الأخيرة مكن الاتحاد من تحقيق المركز الرابع. في حين أن النصر نافس مانشستر يونايتد على المركزين الخامس والسادس. الإنجاز بحجم الصرف بقي أن نشير إلى أن ما حققه الفريق الاتحادي لا يوازي إطلاقاً ما صرف على الفريق من ملايين الريالات سواء قبل البطولة أو ما صرف خصيصاً لها ويكفي الخمسة عشر مليوناً التي ذهبت هباء منثوراً بعد حجب مشاركة الثلاثي البرازيلي بعد احتجاج الوفد المصري وقبول الفيفا لهذا الاحتجاج. في المقابل جاء الانجاز النصراوي بتكاليف لا تصل لربع ما صرفته الإدارة الاتحادية حتى إن لاعبيه المحترفين هم من خاض معه جميع المنافسات من الجنسية العربية «الجزائري موسى صايب والمغربيان أحمد بهجا واسماعيل التريكي».