مطلوب بعد قراءة المقال؛ أن تقفوا جميعاً وتصفقوا لهذا الرجل بإعجاب وتقدير. الحكاية كما قالتها السيدة وهي مغتاظة والتي بدأت حديثها ب: «احتجت وأنا عائدة من العمل أن أسحب بعض الأموال من حسابي الخاص، فبدأت رحلة البحث عن صراف، وهذه ليست بمشكلة فأجهزة الصراف الآلي تملأ الرياض! لكنني كنت أبحث عن حجرة جهاز صراف وليس أجهزة الصراف التي يستخدمها سائقو السيارات لأنه يصعب على أي امرأة أن تستخدم هذه الأجهزة وهي داخل السيارة ولو خرجت من السيارة قد تتعرض للمضايقة كما حدث معي عندما حاول بعض الصغار الذين في سن ابني أن يتصرفوا مثل بعض الرجال السعوديين الذين يرون ان أي امرأة واقفة في شارع هي حق عام! المهم نزلت من السيارة لحجرة الصراف وأدخلت البطاقة لأسمع صوتاً وحركة خلفي في طرف الحجرة وأحدهم يتكلم في الهاتف نظرت بطرف عيني لأجد رجلاً يتحدث في الهاتف، فكرت أن أطلب منه الخروج حتى أنتهي مفترضة حسن النية في هذا الرجل، وأنه مثل كثير من الذين لا يعرفون الآداب العامة ويتحدثون عن الخصوصية ولا يطبقونها لكنه بدأ بترديد رقم هاتف للأسف لا أتذكره الآن وإلا لكنت طلبت منك أن تنشريه قائلا «إيه نعم غيرت الرقم واسمي...» مكرراً الجملة أكثر من مرة وهو يطالبني بأن أسمع وأن أدون .. في تلك اللحظة تمنيت أن ألتفت نحوه وأنتزع جهاز الصراف وأرميه في وجهه! لكن ما كل الأمنيات تتحقق؛ اتجهت يدي نحو زر إلغاء العملية حتى أخرج مسرعة خاصة وأن أي حوار مؤدب أو منطقي مع شخص مثل هذا يعتقد أن كل امرأة هي فريسة تنتظر الصياد وبصراحة شعرت بالغثيان والقرف وغضب عارم!. وفي تلك الدقائق القليلة التي انتظرت أن تلفظ فيها الآلة بطاقتي سمعت من جمل الاستظراف الرخيصة التي تجعل الدم يفور في العروق مثل «ماعطتك الآلة فلوس، ترى معاي وممكن أعطيك». لم أنطق بأي كلمة لأن شخصاً مثل هذا سيتوقع أن أي حوار حتى لو كان «سباً وشتماً وتقريعاً» هو تجاوب مع معاكسته الرخيصة أمسكت بالبطاقة وخرجت وأنا أدعو الله أن يري هذا الإنسان كل ما يسوئه في زوجته وأبنائه وأخواته! لأنه إنسان قذر ورخيص ويعتقد أن أي امرأة هي أرض يمكن استباحتها». انتهى كلام السيدة، وهي بالنسبة لي ليست بحكاية جديدة فلا تخلو أي جلسة نسائية من التذمر من تطاول بعض فرسان المغازلة والمعاكسة. وقبل أن أكمل كلامي أحب أن أوضح أن السيدة كانت محتشمة من رأسها إلى أخمص قدميها، وليس في شكلها ولا طريقة ارتدائها للعباءة أي شيء ينافي الاحتشام! لذلك لا يمكننا أن نلومها ونقول إن شكلها هو السبب! لكنني بيني وبينكم أقول لها وبالفم المليان؛ نعم أنت السبب، لمَ احتجت للمال؛ أصلاً؟ لماذا استخدمت جهاز الصراف الآلي؟ لماذا ذهبت للعمل؟ لماذا فكرت أن تتنفسي أن تعيشي أن تشغلي حيزاً من الفراغ؟ ألا تعرفين أن هذا الرجل السعودي الفارس الشهم المغوار الغيور ذا الأخلاق العالية الذي أمضت أمه وأبوه والعاملة المنزلية سنين في تربيته يتنفس ويتحرك ويبحث عن امرأة يغازلها، أنت التي وضعت نفسك في هذا الموقف، تستأهلين هذا وأكثر!. لذلك أدعوكم أن تقولوا معي وفي صوت واحد؛ تحية لهذا الرجل فهو وضع على عاتقه مهمة ليست بسهلة وذات هدف سام قد لا يبدو واضحا، إنه يريد أن «يطفش» النساء من الشوارع والطرقات وأجهزة الصراف والصيدليات والأسواق حتى يخف الزحام! وصفقة قوية لهذا الرجل!