يفكرون في قيادة السيارات تقليدا لآبائهم لكنهم يسارعون الى تنفيذ هذه الفكرة كلما سنحت لهم الفرصة مستغلين التهاون وأحيانا التشجيع الذي يلاقونه من اولياء الأمور، فتكون الشوارع ميدانا لتعليم المراهقين وصغار السن فن القيادة وفي وسط الزحام يبدأون بممارسة السلوكيات الخاطئة معرضين انفسهم قبل الآخرين للخطر. ظاهرة قيادة السيارات من قبل المراهقين والصغار اصبحت هما يزعج الجميع خاصة وهم يمارسون عبثهم بصورة جنونية وسرعة غير محسوبة العواقب دائما ما تنتج عنها حوادث تحمل مآسي كثيرة. «الرياض» ناقشت هذه الظاهرة وسجلت آراء الكثير من المختصين وأولياء الأمور وكذلك اصحاب الشأن من صغار السائقين. فقد تحدث في البداية احمد الجبيلي الذي قال ارفض فكرة قيادة الأطفال والمراهقين للسيارات وذلك لأن قيادة السيارة من قبل هذه الشريحة دون عدم معرفتهم بآداب وقواعد المرور والالتزام بها قد تؤدي بهم الى الإضرار بأنفسهم وبغيرهم من المارة من خلال اندفاعهم الى القيادة بسرعة جنونية وخاصة أولئك الأطفال الذين يتباهى بهم آباؤهم ويتركون لهم الحبل على الغارب وهذا يفسح المجال امامهم في مخالفة الكثير والكثير. اما عبدالله حكمي فيدعو الى ضرورة تضمين المناهج الدراسية مواد تتناول الثقافة الأمنية التي تسهم بفاعلية في نشر الوعي المروري وإيقاف النزيف البشري على الطرقات الذي لم يعد يتسبب به الكبار فحسب بل الأطفال ايضا، حيث تعتبر التريبة المرورية جزءا من الثقافة العامة التي تنمي لدى الطالب بعض المفاهيم والمهارات والقيم والاتجاهات المرتبطة بالتربية المرورية.. مؤكدا ان تناول هذه المسألة منذ سنوات التأسيس الأولى غاية في الأهمية اذ يكسب الطفل من خلالها السلوكيات المرورية المرغوب بها. ويحمل يحيى ابو عقيل الآباء مسؤولية تبعات ما يحدث لأبنائهم الصغار الذين يتركون اولادهم يقودون السيارات دون وعي او ادراك لما سيحدث من نتائج قد تكون وخيمة، ناهيك على عدم معرفة هؤلاء الصغار بقواعد وتعاليم المرور، وكل همهم القيادة والتفاخر والتباهي امام اصدقائهم، بل انهم يحرصون على السرعة والتفحيط لهذا الغرض وكلما حصل لأحدهم حادث او تسبب في حصول حادث مروري تجد الأب يطمئن ولده بأن الأمر عادي ويحدث حتى مع الكبار بدلا من ان يوبخه ويمنعه من القيادة ويشير عبدالله العواجي الى ان من اسباب تفشي هذه الظاهرة يعود الى الامهات اللاتي يتعاطفن مع ابنائهن الصغار فيسهلن لهم ايصال المفاتيح الى ايدي صغار السن ويتسترن عليهم. ( القيادة ضرورة) ويخالفهم في الرأي محمد السويدي فيقول ان تعلم الصغار للقيادة اصبح ضرورة حيث اصبحت متطلبات المنزل كثيرة جدا وبصفة يومية فضلا عن ذهاب الاولاد للمدرسة وعودتهم منها وهذه اشياء تعرقل رب الاسرة عن قضاء اعماله الخاصة ولذلك نشاهد الاب يكلف اكبر ابنائه بقيادة السيارة لمساعدته في قضاء احتياجات المنزل وبعض المشاوير الخاصة بالعائلة. علي عواجي قال: ان المدارس يمكن ان تضطلع بعملية التوعية باخطار قيادة السيارات وذلك من خلال اتاحة الفرصة لرجال الدوريات الامنية بالحضور للمدرسة وشرح هذه الاخطار مباشرة للتلاميذ، ومن جهة اخرى يمكن استغلال بعض حصص الانشطة لشرح قواعد المرور والسلامة اثناء القيادة. اذا كانت الآراء السابقة تعبر عن رؤى ومبررات اولياء الأمور فماذا يقول القادة الصغار انفسهم؟ الطالب حسام منصور كان اكثر جرأة وصراحة حين قال: ان والده هو من شجعه على قيادة السيارة وهو في بداية قيادته للسيارة كان برفقة والده والآن اصبح يقود السيارة دون خوف او تردد، بل انه بين الحين والآخر يخرج بها مع رفاقه وأصحابه الى خارج الحارة دون علم والده ويقول: علمني والدي قيادة السيارة وذلك حتى اخفف العبء عنه في القيام بإيصال والدتي وأخواتي الى الأماكن التي يذهبون اليها وفي قضاء مشاوير اخرى ولا ارى اني اتسبب بأي مخالفة تضر بالآخرين، ولم يحدث يوما ما ان قام رجل المرور بإيقافي واعتراضي على قيادتي للسيارة وأنا في هذا السن ولست انا الوحيد من يقوم بهذا العمل فهناك الكثير من هم في سني يقومون بقيادة السيارة وبشكل جنوني بمعنى انني افضل من غيري في الالتزام بقواعد وآداب المرور الا انني ازيد السرعة في بعض الأوقات عندما اجد الشارع غير مزدحم وهذا في رأيي تصرف يسلكه جميع السائقين كبارا وصغارا. محمد عبيري 13 سنة يقول: انه اكبر اخوته ولا يوجد من يقود السيارة غيره لاحضار متطلبات المنزل وتوصيل اخوته للمدرسة خاصة في ظل انشغال والده الدائم في اعماله ولذلك فهو يرى ان قيادته للسيارة ضرورة تمليها الظروف. اما عبدالله المحنشي 14 سنة فلا يرى ان قيادة السيارة شيء صعب ويؤكد ان اهله دائما يكونون في حاجة الى من يقوم بايصالهم الى المستشفى او لزيارة احد اقاربهم ويكون والده مسافرا او غير موجود في المنزل فاضطر ان اقوم بالمهمة بدلا عنه. المقدم سعد العمري مدير شرطة محافظة المسارحة يتحدث عن هذه الظاهرة فيقول: للأسف انتشرت ظاهرة قيادة السيارات من قبل صغار السن والمراهقين بشكل ملفت وإن دل على شيء انما يدل على قلة الوعي بخطورة القيادة في مثل هذه السن وعدم اهتمام اولياء الأمور بسلوكيات ابنائهم خارج اسوار المنزل والنتائج المترتبة على ذلك ناهيك عن جهل هؤلاء بأنظمة وقواعد المرور وما ينجم عن ذلك من عواقب وخيمة يروح ضحيتها العشرات بل المئات من الأبرياء نتيجة الطيش والتهور والسرعة الزائدة. ويضيف العمري: الوعي بإرشادات المرور موجود لكنْ الكثيرون يتجاهلون القواعد واللوائح المرورية دون ان يدركوا خطورة ذلك، وخصوصا الأطفال والمراهقين الذين يعرضون انفسهم والآخرين الى الخطر بل انهم يكونون غاية في اللامبالاة والإهمال والتجاوز عندهم متعة وقطع الإشارات الحمراء هواية. ويضيف العمري انه يتم حث رجال الدوريات الامنية بصفة مستمرة على تطبيق التعليمات المعمول بها في جميع الحالات التي يتم تسجيلها بشكل حاسم للحد من هذه الظاهرة والحد من خطرها على الارواح والممتلكات. وينوه مدير الرخص بمحافظة صامطة الملازم وجدي القاسمي بالدور الفعال لاسبوع المرور الخليجي في ارشاد وتوعية المواطنين بقواعد وانظمة المرور مقترحا ان يخصص جزء من حملات اسابيع المرور للتركيز على ظاهرة قيادة صغار السن للمركبات وتوعية اولياء الأمور بمخاطرها على الجميع.