هي عادة قديمة يقدم فيها المختون تراجيديا القبيلة والخؤولة والأعمام وسط طقوس من القوة والجلد والبأس والبطولة حفاظاً على الكرامة ومنعاً للعار عبر «هود» احتفال يجمع له شعراء ووجهاء وأطعمة منذ زمن ويحفظ فيها الشباب المخاتين او الثلابة قرابة نصف السنة اشعاراً تمجيداً لمن ينتسبون لهم ومما يقوله الثلابة ابديه في اخوالي كما حالف طليب حلو ابريم المعاوي واديا نشيب حتى تداعوا من حصونه لمسك الذيب ومات بين القرايا ما نظر فيها ثم يعلن يوماً معيناً للختان لهؤلاء القوم الذين تتراوح اعمارهم من 20 - 25 سنة عادة ويلبسون ثياباً مميزة من قطع حمراء مخططة تحتها قماش ابيض وفي وسطهم خناجر محتزمين بها وفي نصف الجسد العلوي سديرية مخططة ثم يأتي المعازيم او المطاليب ويعطون واجب الضيافة من اهل الهود ويتبادلون الاشعار ومن ذلك قول الشاعر الشعبي تسمى تكثيرة في المنطقة الجنوبية: وفيها كثر الله خيركم يالبحر الخضرا بحر متقوي وفيه الموج يزغرا باحة القدوم في الضربة تكبرا قد غرقنا في العسل والبر الاحمرا وعليه السمن من جازان سبرا وتملت به العقوم هذا «امهود» الدلهمي يكرم الضيوف ذبح من «البل» ستعش واربعمية خروف في سالف الزمان يا الله في النجاه. اما في اليوم التالي والمسمى بالجبر والذي فيه الزغاريد والافراح وتكثر الهدايا والنقود على المخاتين ويتجملون في هذا اليوم لانه كما يقال يوم البيضاء وفيه من شعر الدلع. الا وان شفرة الختان حده وان الختين قد حلاها. الا.. الا.. يا ختين لاعاد اوصيك وانت داري بالوصية مرحباً ترحيبة مني بلاحساب يا قصر يبني ديرته باللول والذهاب رتبه اهل (الهود) تثني غالي الزهاب مطلابهم قوي. الدوف يخدم من صلاة الصبح للشروق كالراعد القصيف هز راعي الفوت واللي في المخالفي والحز والجبل. والغمر ظل كالعجاج الى مبيته. ثم يأتي اليوم الذي يختن فيه الثلابة بحيث لا يهتز لهم جفن او رمش اثناء عملية الختان في مساحة شاسعة امام الرجال والنساء وقول الشاعر الشعبي الطالبي في هود. كثر الله خيركم قدنا على سفر البر من عيسان والعسل من المجر وامست دموم الخيل في ديار المخازمة وهي تكثيرة القصد دفع الشباب الثلابة من الصمود والقوة والعزيمة لملاقات الختان في اتم أهبة وقول الشاعر محمد سليمان في ختان ولده. لبتي مانا قنيت عيسى باجلي لا يقبل فدامة ولا خطام اعتزي به في الحروب ما يرتعي الا امهيجه والدحن ووادي ليه مسايله مضمون ما يقبل خطام الى غير ذلك من القصائد الشعبية التي تمثل عادات وتقاليد مجتمع متماسك يحب الالفة والسرور والمحبة والحبور في اجواء بهيجة تتخللها الرقصات الشعبية كالعزاوي والمعشي والسيف والعرضة والقزوعي والدمة مما قد اسلفت فيها عبر كترات شعبية سابقة تماماً مثل ما يناجى الشخص منا خواله «خلانه» ويعزي بهم حينما تدلهم به الليالي والايام فهم عصابة راسه كما هو املهم ومرتجاهم: لا يا خوالي ياخوال اللزومي القوا على ربعي وسودا علومي غدبي الدنيا كما غصن يومي واليوم مالي غيركم واترجاه وفي دمة لابن رافع من عسير يا سلام الله لكم منى تحيه عد ما لاح البارق واثني تحيه قالها بن رافع اقواله عظامي جيت متطرب ولي هقروتيه ارجى الناموس لي وجمع العنيه واللحم ما يلبق بالعظام وقول آخر: بالله تفكر اللي عاقل وجاهل كم عاش في الدنيا وشد من امنازل لا عاد له سمع ولا عيني يرى بها راح قبور مظلمة تحت الجنادل الدود فيهم يرتعي واعظامه انفنى ضاقت بهم الاوثان وافناهم ترابهم وبعدها تطلق الاعيرة النارية والزغاريد والافراح ابتهاجاً بهذه المناسبة وقد يدورون بهم في منازل اقربائهم والمخاتين رافعين ايديهم بالخناجر ورؤسهم مكللة بالزهور والكادي والفل والاطياب ثم يدخلون المنازل والشعر يأخذ دوره مع رقصات شعبية كالزامل والرزفة والمقداع والرزفة في طبول تضرب وشفاه تشدو بالشعر الشعبي الرصين ومن ذلك ما يمتدح من كرم الضيافة في الهود «الختان للثلابه». حي هود زفت له محملين كل محمل يشاله علم ثاني اهل نبوت وسيوف وخيل كل شاجع حزوبه بندقين يعجبك لا قديه في العمر باني بين صفق العوايل والجليل احنا مطاليب على شأنك وصلنا يوم بكره الجمايل يا مقدم يوم بكره فيازين المقيل النسور والحنادي تهون غدها يا كريم من لحم قلبك حتى يسمع عدوك والحليل بعد هودك فاحنا عازمين ويخلفنا اسم الله الأعظم والنبي المصطفى جدو الخليل تلك عادات وتقاليد مندثرة ذكرها المؤرخ والاديب الراحل محمد العقيلي في الأدب الشعبي ود. ملحه عبدالله في عادات وتقاليد المملكة المملكة العربية السعودية لكنها عادات انتهت لما صدرت الاوامر بمعاقبة من لم يختن على الشريعة وبذلك توارت هذه العادة مثل غيرها من عادات سادت ثم بادت ولم تعد لخروجها عن العرف والعادة والشرع.