لا ادري لماذا قفزت الى مخيلتي شخصية «احمد يك يكي» بالتحديد ذلك المحامي الوصولي الذي جسد دوره الفنان الكويتي علي المفيدي في مسلسل «عتاولة الفريج»، والذي يمارس أبشع انواع الاستغلالية والوصولية بغية تحقيق أهدافه. ? يبدو لي ان وجه الشبه بين القطري احمد السليطي والمحامي «يك يكي» هو الذي عبث بذاكرتي وازال عنها الغبار لتخرج تلك الشخصية التي كانت تسعى لتحقيق مآربها حتى لو كان ذلك على حساب الناس وأخلاقياتهم من خلال نفسية مريضة وتخبط فكري. ? ولعل الفرق الوحيد بين «يك يكي» والسليطي ان الاول كان دافعه شخصياً بحتاً بينما السليطي ينطلق من دافعين الاول ظاهر وهو حب الشهرة والسعي لها بشتى الوسائل حتى لو كان ذلك على حساب القيم والمبادئ , والآخر مستتر وذلك من خلال اطراف اخرى تستخدمه ايضا ؛ ولكن لتحقيق مصالحها هذه المرة على حسابه كما تفعل به منذ فترة قناة الجزيرة الرياضية التي باتت تستخدمه كحصان طرواده. ? فالجزيرة الرياضية والتي تستقي أهدافها من الجزيرة الأم وجدت في نفسية السليطي المريضة ورغبته العارمة في الأضواء وسعيه الحثيث للشهرة والتي صار بسببها أشبه بذلك الأعرابي الذي بال في بئر زمزم فلما عنفه أبو جعفر المنصور قال مقولته الشهيرة :«إنني إنما أردت من ذلك ان يعرفني الناس». ? ولكن الجزيرة التي تتعامل مع مثل هذه الامور باحترافية شديدة خاصة ما يتعلق بالشأن السعودي وقدرتها في كثير من الأحيان على تلبيس الأشياء اسقط في يدها هذه المرة بسبب ذلك المحامي البليد الذي نصب نفسه مدافعا عن الرياضة القطرية فأظهر القناة على حقيقتها وعرى ادعاءاتها وسلبها القدرة على أي محاولة للزعم او التبرير بفضل «امرأة» يبدو ان علاقتها بالرياضة كعلاقة السليطي بالعقل. ? والجميل في الامر ان السليطي ومن يحرك خيوطه كأرجوز انكشفوا وبانت سوءتهم ليس للسعوديين وحسب بل للخليجيين والعرب وكل انسان شريف ومحترم على وجه الارض وإلا فالطعن والاساءة للآخرين في عرقهم ولونهم إنما هي جاهلية نتنة وعنصرية قبيحة حرمها الاسلام قبل ان تحرمها القوانين الدولية الحديثة . ? والاسلام الذي لم يراع السليطي ومن اغواه حرمته كان قد قد جعل من ارض الحرمين وقبلة المسلمين وهي صحراء جرداء موطنا لكل شريد او طريد وملجأ لكل باحث عن الحق والحقيقة فكانت وطنا لبلال الحبشي «الافريقي»، وصهيب الرومي «الأوربي»، وسلمان الفارسي «الآسيوي» فكيف بها وقد انعم الله عليها بخيراته ورزقها من فاضل نعمته ومن عليها ببركاته. ? ولكن وكما قيل «كل ذي نعمة محسود»، وحسبنا فخرا ان حسادنا هم ممن على شاكلة السليطي الذين ابتلينا بهم غير ان علاجهم ليس ببعيد علينا طالما وجد لدينا مستشفى «شهار» بالطائف !. الكلام المباح ? قبل ان يخرج من يطالب بمعاقبة محمد نور عليه ان يقدم اولا دليل ادانته فهو برئ على الاقل من الطرد في مباراة البحرين إلا ان تكون المباراة التي لعب فيها في كرة السلة وليست كرة القدم. ? من اراد تجريم نور تجاهل رأي جمال الشريف وسفه تعليق عبد الرحمن الزيد وتعلق بتلابيب كلام علي المطلق كل ذلك لتحقيق مآربه بإيقاف اللاعب. ? طالما اننا لا زلنا نقول اننا اسياد آسيا فيما نحتل المركز الرابع في تصنيف الفيفا العالمي على المستوى الآسيوي بعد اليابان وايران وكوريا ولم يعد يفصلنا عن الاردن الخامس سوى بضع نقاط فستستمر مآسينا بطولة بعد بطولة وعاما بعد عام. ?منذ عامين والدوري السعودي يقبع في المرتبة الخمسين, وهي بالمناسة«آخر مرتبة» في تصنيف اقوى الدوريات في العالم متقدمة عليه دوريات عربية كالمصري والمغربي والتونسي والجزائري ومع ذلك لا يزال هناك من يريد ان يفرض علينا بالقوة مقولة انه اقوى دوري عربي. ? طالما اننا نتغنى بالماضي عند كل انتكاسة فسنظل نراوح مكاننا بينما الآخرون يسبقوننا. ? بسبب هزيمة مباراة وخروج من بطولة اصبحت الوطنية كقميص عثمان عند البعض , ترى لماذا نحن فقط من يجعل الوطنية صكا له يمنحه من يشاء ويجرده ممن يشاء.