كي لا نضع الآباء والأمهات من الجيل الأول خارج أسوار حديث الأسرة. أعتقد أنه يتوجب على الجيل الجديد الابتعاد بقدر الامكان عن الحديث في أمور ومصطلحات عصرية لا يفهمها الكبار، ولا يستطيعون المشاركة فيها. نكون هنا نعزلهم عن مجريات حياتنا شيئاً فشيئاً. وقيل إن هذا يسبب الاكتئاب والضغوط وانخفاض نشاطهم من جانب، ويحرم الصغار من سماع تجربتهم، ويجردهم - أقصد الجيل الجديد - من معرفة التجربة والخبرة والمراس والمعاناة. هذه الخبرة وذلك المراس غير رخيص. فعلى الأقل يجب على الجيل الجديد سماعه. قرأت في صحيفة محلية أن أحد الآباء قال للمحرر انه لم يعرف اللغة التي يتحدث بها أبناؤه وبناته. فمصطلحات البث الفضائي وخصائص الجوال أصبحت حديث جلسات الغداء والعشاء. وأسماء المطاعم والأطباق والألبسة العصرية هي المادة المفضلة في حديث الصغار أمام الكبار. أقول لا بأس أن يتحدث الجيل بما يحب ويهوى لكن ليدعوا ذلك بينهم، وبحضور الكبار عليهم أن يثيروا مواضيع يستطيع الجميع أن يتحدث عنها، أو على الأقل يعرفونها. يروى أن أحد الكبار كان جالساً في مجلسه، وزاره صديق بمثل كبر سنه. وكان حديث الجيل الجديد الجالسين في المجلس عن قضايا إدارية في الأماكن التي يعملون بها. كانت العبارات تضم كلمات مثل : نائب الرئيس. ال .. «سيو» CEO والتي تعني. CHIEF EXCUTIVE OFFICER أي الرئيس التنفيذي. أراد الزائر الكبير أن يستأذن في الخروج فقال له صاحب المنزل: - مبكرين يابو فلان.. وراك مستعجل؟ فقال الزائر: ويش تبينا نسمع... قال المدير العام... وقالت ليلى مراد...! مع أن ليلى مراد لم يرد ذكرها بتاتاً، لكن الزائر ظن أنها جزء من التصنيف الإداري.