لا شيء يوقف عجلة الحياة. واذا أسرعت العجلة فعلى من يريد الركوب في العربة أن يزيد من سرعته ليلحق بالركب، ويستقل العربة، وإلا فإن سرعة المركبة التي لا تتواكب مع سرعته ستقذف به أرضاً على جانب الطريق، وسقوط كهذا عادة ما يكون مظنة تتسبب في إصابات وكسور. تذكرت ذلك كله، وأنا أتلقى سؤالاً قصيراً على صندوق رسائلي الالكترونية. كان السؤال الذي بدا لي للوهلة الأولى سهلاً، مكوناً من جملة قصيرة ذات ثلاث كلمات: ما رأيك بالمتشائمين؟! ثمة نوع من الاسئلة يبدو سهلاً كشرب الماء، وعندما تهم بالإجابة تكتشف أنك وقعت في فخ السهل الممتنع. أعتقد ان سؤال الأيميل كان لغماً ؛ فالألغام صغيرة الحجم، وهي بعد ان تزرع في الأرض تتوارى عن أنظار الناس الذين يسيرون عادة وهم ينظرون في مستوى ما تصله أعينهم من مدى. ليس من عادة الناس أن ينظروا إلى موضع أقدامهم وهم يسيرون. أعتقد ان المتشائمين هم من الصنف الذي لا يستطيع ان يلحق بالعجلة السريعة الدوران. يجد المتشائمون رواجاً لأفكارهم عندما تتلعثم العجلة في سرعتها، وتتقهقر في المضي قدماً، فيؤثرون على جميع من يستقل المركبة، فتبدأ أطروحاتهم بالانتشار، وما أن تمخر المركبة سيراً عباب الريح حتى تذهب بأقوال الطيرة والتشاؤم كلها. المتشائم هو شخص يفترض أن يكون حاول ولم ينجح. لكن ثمة متشائمين لم ينجحوا لأنهم لم يحاولوا. هل تصورتم يوماً أن هناك نملة متشائمة؟! نعم نملة... ذلك الكائن الذي يحمل سكرة او قمحة، يتجاوز المحمول الحامل وزناَ. لكن الحامل يملك إصراراً يتغلب على معادلة الوزن. تسقط النملة، فتعاود محاولة الصعود. وتسقط أخرى فتحاول مرة وعاشرة، فإن لم تستطع بحثت عن طريق آخر. أتدرون ما هي أعظم خصائص النمل في نظري؟! إنه لا يضع رجلاً على أخرى! [email protected]