٭ ربما سيبقى يوسف الثنيان هو اللاعب الوحيد الذي علم الناس أن مهارة الأداء تدار بعقل. ٭ وان الجسد مجرد ناقل أمين لفسحة الذكاء الصحيح مثل كل العباقرة الذين منحت براعتهم العالم نكهة الحياة. ٭ وربما سيبقى يوسف أيضاً هو اللاعب الوحيد الذي ظل يشبه جمالية «أندريه بريتون» في غابة من السيقان الراكضة خلف كرة. ٭ فقد كان استثنائياً عن استحقاق في كل شيء من «الياء» أول أحرفه إلى «النون». ٭ ركضه، هدير المدرجات له، شفافيته في اطلاق رأيه حينما يتعرض لخطأ متعمد. ٭واستثنائي في تاريخ الكرة كموهوب غير عادي في كل اطلالة خاصة به. ٭ واستثنائي في تاريخ رياضة الوطن «لا الهلال» كنجم يثير عاصفة من الإبهار الحقيقي كلما طالت به المسافات. ٭ وبدرجة أدمنت معه الأعين عن ود خصوصية فصول مغامراته الطويلة مع المدافعين. ٭ وهو يقدم كشف حساب مبسط عن مدى «خيبة» كل واحد منهم على الصمود أمامه. ٭ وهو يصنع أيضاَ من أنصاف الفرص أطواق «نجاة وفوز وانتصارات» صعبة في أزمنة يأس كادت ألا «تمر». ٭ فهذا الفيلسوف الفذ ظل وسيظل ضمن قلائل يتمنى الكثير من المدربين حتى اللحظة وهو «في وداعه» تكرار مولده. ٭ ويتمنى الإعلام الرياضي بثقله استمراريته لأنه القاسم الجريء الذي يفرض حضوره بين الحياد والتعصب. ٭ وبثقة وزهو لا يشبه إلا كبر نجوميته التي لم تشيخ وكأن الدهن حقاً «فالعتاقي». ٭ وقصة يوسف مع التألق والنجاح والقدرة على كسب الرهانات العصية لا تموت. ٭ طالما الذكاء حيثما يكون في معيته وهو يفكر والناس تعشق إبداعاته دون نسيان. ٭ فمثلما كان في ملاعب الكرة رقماً صعباً جداً على جماجم من أزعجهم التفكير في الحد من خطورته. ٭ وكان رقماً خاصاً في أوردة المدمنين لاطلالته على طول الخط. ٭ هو اليوم في عالم «البزنس الشخصي» مصدر ثقة في تعامله وحسن استثماره الذكي للفرص. ٭ لذلك حتى لو غادر ملاعب الكرة اليوم في وداع قد يليق بشيء من قامته. ٭ سيكون هناك آخرون بحاجة لاقامة ألف وداع واحتفاء به باستمرار. ٭ فالثنيان لا يسكن عقول عشاق الكرة بل وقلوب من أعجبهم ذكاؤه المفرط في كل ضفة من هذه الحياة كلاعب كرة ماهر. ٭ إنما أنموذج حياتي قدمته الأيام للنهوض بفكر رياضة في مرحلة تنموية مهمة من أجندة صناعة الإنسان في هذا البلد. ٭ ومن لا يعجبهم ما أقول فليقولوا لي ماذا كان يفعل إذا لاعب بهذه القيمة طوال تلك السنين التي مضت. ٭ وهل المرحلة الحالية قد أنجبت لاعباً بمواصفاته الاستثنائية أو إذا صح التعبير غير العادية. حقيقة شكراً للأمير عبدالله بن مساعد رئيس اللجنة المنظمة على حرصه الصادق والفعال والمستمر على نجاح مهرجان وداع يوسف. ٭كاتب صحفي وباحث في درجة الماجستير «في الإعلام الدولي»