يتذكر مؤسس نادي الهلال ورمزه الأول الشيخ عبدالرحمن بن سعد بن سعيد (80 عاماً) مقولة وردت على لسان المدرب اليوغسلافي الراحل (بروشتش) حينما سئل ذات يوم من شهر شوال لعام 1401ه عن رأية في موهبة الشبل الهلالي الجديد (يوسف بن ناصر الثنيان) فأجاب الخبير الكروي العالمي بنظرة فنية ثاقبة واختصار شديد: (إن مثل موهبة الثنيان لا تتكرر إلا كل عشر سنوات). ويقول (أبو مساعد) في رأيه الشخصي عن هذا النجم الفلتة: يوسف موهبة كروية فطرية من الخالق جل وعلا والمدربون لا يستطيعون أن يوجدوا مثل هذه الموهبة ولكنها متى كانت فالمدرب القدير هو من يرفع مستوى صاحبها بالتوجيه والتطوير والتفاعل مع هذه الموهبة. قصة اصطياد النمر الأزرق ويتناول مؤسسة الهلال ورائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى قصة تسجيل النجم الموهوب يوسف الثنيان في صفوف الهلال كما وثقها الشيخ عبدالرحمن بن سعيد في كتابه التاريخي عن نادي الهلال الذي يعتزم إصداره قريباً قائلاً: كانت بداية (النمر الهلالي) في الحي والمدرسة وبعد افتتاح مدرسة الهلال للناشئين بدعم وإشراف من الأمير بندر بن محمد بن سعود الكبير كان الحضور من الشبان كثيرا وكثيراً جداً فاق التصور فقد وصل إلى مائتي لاعب في سن الشباب والناشئين وتقلص هذا العدد إلى خمسين لاعباً بطلب من المدرب (بروشتش) وكان يوسف ناصر الثنيان 18 عاماَ ضمن هذا الكم من اللاعبين الذين حضروا إلى المدرسة وهي بحي الملك فهد فكانت البداية بعد أيام من مشاركته انقطع فجأة، ويضيف (أبو مساعد): وبطلب من المدرب اليوغسلافي (بروشتش) زُرت والده بمنزله فرحب بتلك الزيارة فشرعت بالحديث معه عن (يوسف) وكنت أعرف أن والده يعمل وزيراً عند عائلة كبيرة جداً وقريبة من ناد منافس وبعد الحديث شكر زيارتي لمنزله وثمن هذا الحضور ولكنه أسر لي بوضعه القائم وبأنه لا يستطيع السماح لابنه بالتسجيل في الوقت الحاضر نظراً لخطورة الموقف ولأن مصدر رزقه من هذا العمل ويخشى ما يخشاه وبهذا الحديث شكرته وطلبت منه طلباً مهماً وصعباً بأن يُعطي عهداً أن يسجل ابنه في الهلال متى زالت الظروف فوافق على هذا الطلب فانقطع اللاعب وجُن جنون المدرب (بروشتش) ولكننا أقنعناه بالواقع ولكنه لم يقتنع وبعد مدة ليست بالقليلة كان مقر الهلال بحي الناصرية يعج بالزوار والمحبين من أعضاء الشرف، وفي يوم من الأيام كان حضور الأمير بندر بن محمد وعدد من الأمراء أعضاء الشرف إلى النادي و«يوسف» يؤدي تمارين عادية على أرض ملعب اليد بالنادي فطلبه سمو الأمير بندر، وبعد الحديث أقنعه بالتسجيل حتى لو لم يلعب رسمياً إرضاء لوالده فتم ذلك وسجل في كشوفات الهلال في اليوم الثالث من شهر شوال 1401ه وهو صغير السن ولكنه انقطع بعد تسجيله مدة ليست بالقليلة وقد عاد لمواصلة التمارين وشارك في تصفيات بطولة المملكة لدرجة الشباب أمام الفتح من الأحساء يوم الثلاثاء (20/12/1403ه) وسجل هدفين جميلين ثم توج مستواه بهدف الفوز الوحيد في المباراة في نهائي كأس المملكة أمام الاتحاد يوم الثلاثاء 27/12/1403ه، أما على مستوى الدرجة الأولى ففي مباراة الهلال والقادسية الجمعة 8/1/1404ه الذي تم فيه تسجيل اللاعب الموهوب يوسف الثنيان في النادي وبعد تفوقه في مباريات درجة الشباب للعام المنصرم 1403ه حصل على ثقة المدرب (كوبالا) مدرب الفريق الأول حيث نقله ليلعب ضمن الفريق الأول لعام 1404ه واستمر تصاعده وتفوق وحل محل اللاعب النفاثة (منصور بشير) من هذه المباراة وكان خير خلف لخير سلف وقد سجل أول أهدافه أمام نادي الرياض يوم الجمعة 29/1/1404ه في الدوري الممتاز وانتهى ذلك الكابوس الذي خيم على أجواء النادي قبل تسجيله وبه كسب الهلال أحد فلتات الزمان. يوسف الثنيان فنان ومبدع مثله مثل الرسام والشاعر المتمكنين، تاريخه ثري بالفن والإبداع وبالأهداف والبطولات فهو قد صعد إلى منصات التتويج لتسلم الجائزة الكبرى خمس عشرة مرة ولا أعتقد أن أحداً من اللاعبين القياديين يصل إلى هذا العدد الهائل من الصعود إلى المنصات واستلام الجوائز الثمينة والمتنوعة. أما حصيلة اللاعب من الأهداف فقد أجملت في نهائي كل عام هجري كما يلي: (3) أهداف لعام 1403ه (في درجة الشباب). (7)أهداف لعام 1404ه. (10) أهداف لعام 1405ه. (8) أهداف لعام 1406ه وسجل أغلى هدف وحصل الهلال بهذا الهدف على بطولة الدوري الممتاز من أمام النصر يوم الجمعة 22/6/140ه. (13) هدفاً لعا 1407ه. (1) هدف لعام 1408ه. (11) هدفاً لعام 1409ه. (4) أهداف لعام 1410ه. (7) أهداف لعام 1411ه ومن ضمن هذه الأهداف هدف من أجمل الأهداف التي سجلت في ملعب الملز وفي تصفيات كأس الكؤؤس الآسيوية أمام فريق لمحمدان البنغلاديشي يوم الأحد 14/10/1411ه. (5) أهداف لعام 1412ه. (5) أهداف لعام 1414ه. (8) أهداف لعام 1415ه. (17) هدفاً لعام 1416ه. (7) أهداف لعام 1417ه. (2) هدفان لعام 1418ه. (7) أهداف لعام 1419ه. (1) هدف لعام 1420ه. (3) أهداف لعام 1421ه. (120) المجموع الكلي مائة وعشرون هدفاً. ويلاحظ قلة الأهداف في بعض السنوات وذلك لقلة مشاركات هذا اللاعب في النادي لارتباطه المستمر والمتكرر مع المنتخب الوطني.