مدخل: للمتنبي ما ذا الوداع وداع الوامق الكمد هذا الوداع وداع الروح للجسد في رحيل العبقري يوسف الثنيان كنت أود الحضور إلى المهرجان كما (يسمونه) لأبكي..!! فقط لأبكي.. قد يكون ذلك تطرفاً ولكنه ليس إلا تطرفاً.. فالتطرف للعباقرة قمة الوسطية. فكما كان الموسيقار محمد عبدالوهاب يعترض على الاحتفال بعيد الميلاد (باعتبار أنه احتفال بفقدان سنة من العمر) أجدني ميال جداً للاعتراض على طبيعة المهرجان مما أراه أنا.. فهو وان كان تكريم لرجل عبقري هو كرنفال حزن جئنا له لنزف موهبة عبقرية للغياب الذي فرضته سنة الحياة.. ٭ ابو يعقوب لن احتفل هذه الليلة كما يحتفلون.. أظني سأخرج إلى أي مكان لا يوجد به تليفزيون.. ولا حتى كهرباء ولا تصل إليه شبكة الجوال.. أتدري لماذ؟!.. لأن الليلة هذه بالتحديد ليلة ,15. بها يزهو القمر.. ويزداد بريقه.. ولأننا كنا نمازح أنفسنا مع الأصدقاء حينما يأتي التاريخ هذا مرة كل شهر ونسأل عن تاريخ اليوم نقول (يوسف الثنيان) فسأذهب لأبحث عنك.. وحتماً سأجدك لا تغيب ولن تغيب (ولو تغيب الدنيا عمرك ما تغيب).. ٭ يوسف لاعب خارج حسابات المنطق.. تعبت كما تعب غيري من الحديث عنه ولم نصل كلنا لما يجب أن يقال بحقه.. فهو مزيج عجيب من الإبداع.. مرونة خيالية.. تحكم في الجسد وتوافق عضلي عصبي.. وحضور ذهني غير معقول.. ومبتكر من الطراز الأول.. ٭ في رأيي أن الثنيان منعطف هام في تاريخ الفن الكروي مثله مثل بيليه ومارادونا.. مثله مثل شكسبير والمتنبي مثل أديسون ونيوتن.. لأن كل هؤلاء غيروا التاريخ كل في مجاله والثنيان غير تاريخ آسيا الكروي.. ٭ هو مخترع مثلهم.. مجنون كما هم مجانين.. أديب كما هم وفنان من نوع خاص.. الجميل فيه أنك أولاً لا تتنبأ بما سيأتي به وثانياً كلما قلت بأنه انتهى نبت متجدداً من جديد.. وحينما اقول بأنه غير التاريخ فأنا محق بل أنه غير حتى الجغرافيا ومن هذا التغيير لا اعتقد ان لاعباً اتفق عليه في الكرة السعودية الصاخبة كما اتفق على الثنيان.. حتى وهو يسجل في مرمى فريقك الذي تعشقه لا تملك إلا أن تصفق له.. انه حالة من الخصوصية المطلقة جداً جداً.. ٭ يا يوسف انا الليلة عاطفي جداً.. لن اعدد إنجازاتك.. لن احصي جمالك.. لن اشرح كيف كنت تفعل وكيف كنت تبهر ولا ماذا فعلت بالمدرجات.. أنا سأكتب بتلقائية المحب المتألم فاذا كنت قد تسببت في أن يهجر اناس اعرفهم المباريات وتشجيع الكرة بسبب اعتزالك فليس علي لوم في تلقائيتي ولا على عاطفتي.. ٭ أنت يا يوسف رمز سعودي.. نقسم أننا أحببناك وسنحبك ما بقينا ونسأل الله أن يوفقك أينما وليت وجهك.. ونعدك بأن تبقى (الأماكن اللي مريت أنت فيها) باقية في أرواحنا.. جرب يا يوسف!! يقال بأن هناك مزارعاً اوروبياً اشترى ارضاً زراعية في جنوب افريقيا بمبلغ كبير وحينما أراد أن يستصلحها اكتشف أن تربتها غير صالحة والمياه شبه معدومة وأنها تغص بالثعابين السامة وحينها ندب حظه وهزم نفسياً غير أن الفكر النشط ينقذ المستعدين.. وبرؤية بسيطة اكتشف أنه يملك كنزاً كبيراً وهو الثعابين فحول مزرعته على الفور مزرعة للثعابين لاستخراج سمومها وتصنيع أمصال مهمة وأدوية واستغل جلودها حتى أصبحت مزرعته الأشهر في العالم!! هذه القصة خطرت ببالي وأنا أشاهد الكم الهائل من الدروع التي تناثرت على الفيلسوف من كل حدب وصوب حتى (بلش) بنقلهن من مقر الاحتفال و(سيبلش) بإيجاد موقع لهن في منزله وعليه انصح ابا يعقوب ان يفتتح محلاً للدروع التذكارية لعله يجد منها خيراً.. أما أنا فليس لي قول في هذه الحالة إلا (والله عيب وقلة وفاء ان لا يخرج الثنيان من حفل الجوائز إلا بكومة دروع) مع احترامي وتقديري لكل المشاركين.. المضحك في الأمر أن أحد وكلاء الساعات الفاخرة قدم درعاً للثنيان!!.. نقاط مضيئة ٭ استباق الأحداث أمر ليس فيه حكمة ولكني أتساءل فقط ماذا سيقدم الاتحاد السعودي لكرة القدم هذه الليلة.. أخشى أن يكون درعاً آخر؟ ٭ الأمير عبدالله بن مساعد.. كلمة شكر قد تكون خجولة بحقك فأنت فعلت لأن من مثلك هو فقط من يملك القدرة على مزج القول بالفعل.. فلله درك. ٭ الأمير محمد بن فيصل.. يستحق لقب (موسم الربيع) في تاريخ إدارات الهلال.. بطولات.. تعاقدات.. كرنفالات.. يوبيل.. فكر كروي وإداري.. كل ذلك في سنة ونصف. ٭ كنت ولا ازال معجباً بقدرات الأستاذ عادل البطي وإذا ما كان هناك نجاح فلا تستغربوا وهذا الرجل خلفه. ٭ عشت قريباً جداً من جهود المذيع محمد السقا في هذا الكرنفال وهو بحق أحد جنود المهرجان الرائعين.. ٭ المطيويع مذيع مجنون إبداع.. هو أيضاً لبنة في بريق هذا التجمع.. ٭ الليلة ليلتك يا ناصر الأحمد.. قل كل شيء.. لا تخشَ أحداً.. العب عرضة والعب سامري.. فجِّر مكنوناتك واعتق مثاليتك التي اجبروك عليها.. باختصار (هبل بنا).. ضوء أخير ما عاد بدري.. تدري العمر مرة سرقت سنينه مننا كيف لحظات