استشهد عسكري ومدني وأصيب 11 آخرون أمس في خروقات جديدة ارتكبتها مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، بقصفها الأحياء السكنية ومواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمحافظة تعز. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية، أن مدنياً استشهد وأصيب 7 آخرون، بينهم طفل وامرأة، جراء قصف مدفعي شنته المليشيا الانقلابية، على الأحياء السكنية وسط المدينة، فيما استشهد أحد أفراد الجيش الوطني وأصيب 4 آخرون من الجيش والمقاومة جراء هجمات تعرضت لها مواقعهم شمال وغربي المدينة. وأكدت الحكومة الشرعية في اليمن، استمرار مليشيا الانقلابيين في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه منتصف ليل ال11 من شهر إبريل الماضي. وأوضحت تقرير، بثته أمس "وكالة الأنباء اليمنية الرسمية " أن المليشيات ارتكبت 196 خرقا لوقف النار، يومي الخميس والجمعة الماضيين. ووفقا للتقرير، جاءت محافظة الجوف، في قائمة المحافظات التي شهدت انتهاكات لوقف إطلاق النار، حيث سجلت وقوع تسعين اختراقا، شنت خلاله المليشيا قصفا عشوائيا على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في المحافظة والمجمع الحكومي في منطقة المتون. واحتلت محافظة تعز، المرتبة الثانية، في قائمة المحافظات التي تواصل فيها المليشيا الإنقلابية خرق وقف إطلاق النار، حيث سجلت وقوع خمسين اختراقا، نفذت المليشيا الانقلابية خلاله قصفاً عشوائياً بالأسلحة الرشاشة، إلى جانب استمرارها في تعزيز جبهات القتال في عدد من المناطق بالمحافظة. فيما شهدت محافظات البيضاء ومأرب والضالع، عدة انتهاكات لوقف إطلاق النار، من بينها، محاولة الهجوم على مواقع الجيش في منطقة نهم، التابعة لمحافظة صنعاء، وإطلاق صاروخ باتجاه محافظة مأرب، تم اعتراضه بواسطة صاروخ باتريوت. وفي الرياض التقى نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر أمس كبير ممثلي وزارة الدفاع الأميركية والملحق العسكري الأميركي العقيد ديفيد كوبز والملحق العسكري البريطاني جيم مايبري لدى اليمن. وذكرت "وكالة الأنباء اليمنية" أن نائب الرئيس أطلع الملحقين العسكريين على مستجدات الأوضاع السياسية والميدانية وما تمارسه الميليشيا الانقلابية من خروقات منذ بدء الهدنة والتي تمثلت في استمرار حصارها وقصفها لمدينة تعز والمدن الأخرى، وما قامت به مؤخرا من محاصرة واقتحام اللواء 29 ميكا بحرف سفيان بمحافظة عمران. وقال الفريق الركن علي محسن: "إن الوفد الحكومي في مشاورات الكويت تحلى بالصبر والحكمة مقابل تعنت الانقلابيين وصلفهم". وأضاف أن ذلك نابع من الرغبة لدى الحكومة والحرص الشديدين على إحلال السلام وفقاً لما نصت عليها المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي ومنها القرار 2216. من جانبهما جدد الملحقان العسكريان موقف بلديهما الداعم للحل السياسي بما يضمن عودة الشرعية وإنهاء الانقلاب. من جهة أخرى أكد رئيس المجلس الأعلى للجاليات اليمنية رئيس الجالية اليمنية بجدة مهدي حاتم النهاري، الدور الرائد الذي تقوم به دول التحالف العربي بقيادة المملكة، وبخاصة تلك الجهود المرتبطة بالهدنة وإغاثة المحاصرين والمحتاجين في اليمن ممن شملهم الحصار والعذاب وقلة الزاد ونقل ومعالجة الجرحى وتسيير قوافل الإغاثة التي وصلت إلى المناطق المتضررة في اليمن كافة. وقال: "إن هذا الموقف العربي الإسلامي تعودناه من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي خصصت مركز الملك سلمان لإغاثة والأعمال الإنسانية لتقديم كامل أوجه الإغاثة والمؤن للمتضررين في أنحاء العالم كافة وأعطى اليمن وشعبها الأولوية في الإغاثة الإنسانية العاجلة والشاملة". ووصف ما قامت به دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة من تهيئة صادقة للحوار وهدنة إنسانية وعسكرية شملت نقاط التماس في الحدود وكذا وقف الطلعات الجوية كان له الأثر الأكبر في الإسناد الحقيقي لأعمال الإغاثة الإنسانية كما كان بادرة حسن نية وقوة إرادة جاءت ممن هم في مركز القوة، وكان الغرض الأساسي من ذلك هو مراعاة ظروف الناس وحاجة المعوزين والمحاصرين وقطع الطريق أمام تلك المليشيات التي لا تريد الخير والصلاح لهذا الشعب الذي حاصرته وقطعت عنه سبل الإمدادات كافة، بل وفرضت طوقاً من التجويع والتخويف والقتل الممنهج لشعب أعزل وبخاصة في محافظة تعز اليمنية، التي عانت الحصار الخانق القاتل، حيث عاش أكثر من ثلاثة ملايين نسمة تحت خط النار وتحت القصف وتحت التجويع فلا ماء ولا كهرباء ولا دواء في أسوأ انتهاك صريح وواضح لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية. وشدد على أن الحكومة الشرعية تستمد قوتها وإرادتها من الموقف الدولي الذي منحها الصلاحية للتباحث مع الانقلابيين باسم الشعب، كما أنها في الأصل تستمد قوتها من الشعب. وتوقع رئيس المجلس الأعلى للجاليات اليمنية رئيس الجالية اليمنية بجدة أن يعود الفكر الحوثي وصالح إلى رشده ويعلم بأن اليمن الشرعية لا يمثلها إلا الرئيس عبدربه هادي والحكومة الشرعية وأن دول التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره لن يرضى أن تكون هناك مليشيات تقتل وتسلب وتنتهك الحقوق والواجبات وتحتل بلداً عربياً وتأتمر به من إيران مهما كانت التضحيات وأنه لا سبيل أمامهم إلا تسليم السلاح والمعسكرات والعودة إلى مواقعهم التي خرجوا منها وأن ينخرطوا في تيار سياسي رسمي مثله مثل أي تيار آخر ليأتمر من الداخل وليس من الخارج ولتكون تبعيته للوطن وليس لأعدائه. وبين أن هذه المواقف الداعمة من دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة والأمم المتحدة ودول العالم أجمع تهدف لكبح جماح هذه المليشيات التي لم تجد من يناصرها أو يصدقها لأنها فقدت كل شيء مؤملاً أن تكون هناك قرارات دولية ملزمة تستند إلى الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة تعيد اليمن إلى وضعه الطبيعي وأن يتم إعادة البناء والإعمار ومحاسبة كل المتسببين في القتل والدمار والنهب والسلب وأن تكون مخارج الحلول وفقاً للشرعية الدولية والقرار الأممي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. وأعرب عن الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولسمو ولي عهده ولسمو ولي ولي العهد لمواقفهم الشجاعة والقوية والعملية تجاه اليمن وشعبه وهي مواقف لن ينساها الشعب اليمني ولن تنساها الأجيال القادمة. وثمن وقوف المملكة حكومةً وشعباً مع أشقائهم اليمنيين الذين هبوا إليها هروباً من مآسي الحرب وتصحيح أوضاعهم ومنحهم فرص العمل والدراسة لأبنائهم وهو ما استوعبته المملكة منذ بداية الأزمة واصفاً إياها بالمواقف الإنسانية العظيمة المكملة للمكارم الكبيرة التي يحظى بها أبناء الجاليات اليمنية في بلاد الحرمين الشريفين.