المتابع للنمو الاقتصادي السعودي يرى أن المؤشرات تشير إلى تدفق كبير للأموال، فالبترول مثلا وصل إلى أعلى مستوياته، كما تتدفق إيرادات أخرى سواء عبر الشركات الاستثمارية (سابك) والاتصالات بالإضافة للجمارك والبلديات وما إليه. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بشرنا عندما كان وليا للعهد ووعد بالخير القادم، وقال إن جله سيصرف للتعليم والصحة، وهذا أقصى مانتمناه. إننا كمواطنين خاصة وقد قربت الميزانية، وبدأت بعض العوالم منها تظهر، بعضها نجهد لمعرفته، ولأننا نعرف المثل القائل بأن الطير الذي يبكر هو من يستطيع الحصول على القوت أولاً. من هذا المنطلق وتأكيداً على حديث الملك عبدالله نتمنى على وزارات التعليم العالي والتربية والتعليم والتخطيط، أن تضع أمامنا خططها المستقبلية لتنظيم التعليم وتحضير البيئة التعليمية، من مباني مدارس جديدة ومجهزة، وكوادر تعليمية واعية ومدربة للعملية التعليمية، حيث تختفي من أخبارنا مدرسة سقطت أو آيلة للسقوط، ومدرسة احترقت، أوبنات دهسهن سائق أهوج بسيارة المدرسة. نريد أن نعرف عدد المدارس الجديدة، وعدد المدارس التي استعيض عن المستأجرة بالمباني الحكومية، لقد سبق أن طرحت نماذج مدارس أرامكو الحكومية في الشرقية كعينة للمدارس الكاملة المواصفات والمرافق، وتمنيت تطبيقها، خاصة والمسألة ليست بالصعوبة في مكان، فالمهندسون سعوديون والشركة مملوكة للدولة بالكامل، كما أن النظام المبنية عليه سلس ولم ينس مهندسوها شيئاً من الأنشطة الطلابية ألا وحسبوا حسابه. طبعاً التغذية مرافقة للعملية التربوية فأرجو أن يكون في التخطيط حساب لها كما لا ننسى التربية الرياضية والرعاية الصحية داخل المدارس والتثقيف الصحي، خاصة في المدارس المتوسطة والثانوية. لن أتحدث عن المناهج وما إليها، ولكن فقط أؤكد أن المبنى الصحي مع عدد معقول من الطلاب بالفصل يسهل على المعلم أو المعلمة سرعة إيصال المعلومة، ويعطي فرصاً أكبر للحوار والمناقشة. ثم نأتي للجامعات، فلم يعد من المستحب ولا من اللائق مع بداية كل عام جامعي أن تتصارع القوى حول الجامعات، من يملك الواسطة يجد له مقعدا ولو بعد حين في حين يضيع الشباب بين أروقة البحث الدؤوب عن عمل بشهادة الثانوية العامة، أو التسكع ما بين محطات الفضاء والأسواق المركزية، أو تعالوا نبحت عبر قوائم وصور لشباب بلحى وبدونها. إن تطوير المباني الجامعية واستحداث جامعات أخرى يعني العناية بالمستقبل، وإذا كنا نرى ضرورة تطورنا، علوما وآدابا فالأمر يقتضي التفكير الجدي باستثمار الموارد بالإنسان، لا أريد أن أتذكر شعارات الخطط السابقة، ولا ما تم منها وما لم يتم، ولا أطالب بالمحاسبة ولكن أتمنى أن نتذكر دائما أن بناء مدرسة يعني بناء الكثير، يعني فيما يعني تقليص الجهل والمرض والفقر. فإذا كان مخجلاً جدا أن يكون لدينا فقر، فالمخجل أكثر أن لانخطط لمنع كل الآفات الثلاث السابقة. ومخجل جدا وقد وصلنا لقوة التفكير والتخطيط أن تذهب نقودنا الجديدة كما ذهبت سابقاتها بمتع السفر والتنقل حول بلدان العالم والصرف ببذخ وكأننا طفل في يوم عيد، وكم من النقود لايعرف من متعتها ألا المراجيح والحلوى. الطيور في البكور تأخذ أرزاقها، فيا وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي، وأنت يا وزارة التخطيط، يا من بيدك معلومات عن سجل المواليد، من بلغ المدرسة الابتدائية ومن هو على أبواب الجامعة، فكري كيف يجدون أبوابا مفتوحة. وكل خير والجميع بخير.