أكد وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، أن زيارة فخامة الرئيس جاكوب زوما رئيس جمهورية جنوب افريقيا للمملكة كانت إيجابية، حيث حرص الجانبان على تعزيز وتعميق هذه العلاقة في كل المجالات لتصبح علاقة إستراتيجية بين البلدين. الجبير: البلدان أبديا رغبة جادة في تعزيز التعاون في المجالات العسكرية والطاقة المتجددة ورحب خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده امس في الرياض مع وزيرة خارجية جنوب أفريقيا مايتي نكوانا ماشاباني، برئيس جنوب أفريقيا الرئيس زوما في زيارته الأولى للمملكة والمباحثات الثنائية التي أجريت مع خادم الحرمين الشريفين ومن ثم تم تقليد فخامته بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، وزيارته لمصنع الذخيرة في الخرج الذي تم تأسيسه من قبل شراكة سعودية جنوب افريقية بالإضافة إلى مباحثات أخرى وزيارته لمركز الملك عبدالعزيز واجتماعه برجال أعمال سعوديين وجنوب أفريقيين. ماشاباني: لم ننسَ وقفة المملكة معنا للتخلص من حقبة التمييز العنصري وقال الجبير: "تم بحث عدد من القضايا من قبل خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس كما بحثت مع نظيرتي وزيرة الخارجية عدة قضايا في مقدمتها الثناء على مواقف جنوب أفريقيا النبيلة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وأهمية إيجاد حل للازمة السورية على أساس إعلان جنيف1 وأهمية إيجاد حل سياسي للازمة في اليمن على أن يكون (يمني - يمني) على أساس قرار مجلس الأمن 2216، كما تم التطرق إلى أهمية الالتزام بمبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين، وكانت هناك رغبة من البلدين في تعزيز التعاون في المجال الأمني فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف. وأشار وزير الخارجية إلى الاجتماعات العديدة التي عقدة على هامش الزيارة بين الوزراء المرافقين لفخامة الرئيس زوما ونظرائهم في المملكة سواء في مجال الصحة أو الزراعة، ومدير مجلس إدارة شركة أرامكو ومسؤولين من صندوق التنمية السعودي وصندوق الاستثمار العام وغيرهم من المسؤولين لبناء أسس جديدة للعلاقات المتينة بين البلدين، مؤكداً أنه ستكون هناك متابعة من قبل البلدين في كل المجالات سواء كان في التصنيع العسكري أو في الطاقة أو الطاقة المتجددة أو في البتروكيماويات وفي الزراعة والسياحة وفي الخدمات وغيرها. وبين أن المملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا دول أعضاء في مجموعة العشرين وهما دولتان لهما مصالح في المحيط الهندي والتبادل التجاري بين البلدين منذ عام 2011 إلى اليوم ويرتفع بنسبة تقريباً تتجاوز ال 20 في المئة سنوياً، ونسعى لمزيد من تنشيط هذا التبادل التجاري خدمة لمواطني البلدين ولاقتصادهما، كما نسعى لتعزيز وتكثيف التشاور السياسي والأمني بين البلدين. من جانبها وصفت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا مايتي نكوانا ماشاباني، جولة المحادثات الثنائية التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين والرئيس جاكوب زوما، بالناجحة. وقالت: "هذا اللقاء المهم جداً لتبادل وجهات النظر البناءة دعماً لأهدافنا المشتركة لتطوير طبيعة العلاقات الثنائية إلى مستوى إستراتيجي بما يتعلق في التجارة الثنائية والاستثمار والاقتصاد إضافة إلى العلاقات الثقافية". وأضافت: "أشعر بالغبطة أنني كنت جزءا من هذه الاجتماعات في هذه الزيارة الرسمية حيث قدم الرئيس الجنوب أفريقي شكره لخادم الحرمين الشريفين ولحكومة خادم الحرمين الشريفين ولشعب المملكة العربية السعودية لوقوفهم معنا في أيامنا الصعبة من أيام التمييز العنصري ومساعدتنا في حركة التحرر التي أسهمت في الانتقال إلى ديمقراطية حرة في جنوب أفريقيا". وتابعت قائلة: منذ عام 1994م أصبحت جنوب أفريقيا أمة حرة حيث قامت ببناء وتعزيز العلاقات بشكل فعال مثل اللجان المشتركة بين وزارتي التجارة والصناعة، وفي هذا الصدد كانت هناك اجتماعات بالأمس لإعادة الحياة لقطاع الأعمال وإحياء مجلس الأعمال ولتحقيق الهدف السامي وقعنا مذكرة تفاهم مهمة مع الأستاذ عادل الجبير، مبينة أن هذه المذكرة تركز على تعميق علاقاتنا الدبلوماسية من خلال استشارات دبلوماسية مستمرة تغطي الأصعدة كافة كما تركز على الاتفاقيات التجارية والاستثمارية ونتطلع إلى الدعم في المجالات كافة التي تساعد برفع مستوى علاقاتنا السياسية إلى مستوى إستراتيجي". من جانبه قال الجبير في معرض رده على سؤال حول تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني الأخيرة بأن بلاده لا ترغب في استمرار التوتر مع المملكة "إن التصريح جيد جدا مضيفاً، ان موقف المملكة منذ 35 عاما ثابت ولا تريد التوتر مع إيران، وسعت إلى أن تكون هناك علاقات صداقة، لكن الواقع اننا ووجهنا بالتدخل في الشؤون الداخلية، والهجوم على سفارتنا، ودعم الخلايا الارهابية في بلادنا وفي دول المنطقة". وتابع الجبير: "هذه السياسة هي دفع للأجندة الطائفية على حساب الاستقرار والسلم في الدول الإسلامية، واستطرد اذا ما أرادوا علاقات افضل مع المملكة ومع الدول الاسلامية الاخرى عليهم أن يصبحوا بلدا طبيعيا ويحترموا سيادة الدول ويكفوا عن تصدير الثورة والأجندة الطائفية والتدخل في شؤون الآخرين ودعم الإرهاب، وعندها سيكون الباب مفتوحا لهم". وفي اجابة عن سؤال حول زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الشهر المقبل قال وزير الخارجية: "ان الرئيس الأميركي سوف يحضر الاجتماع الثاني لقمة الولاياتالمتحدة الأميركية ودول مجلس التعاون الخليجي"، موضحاً أن "القمة الأولى كانت في كامب ديفيد قبل عام، وتم خلالها تبني عدة اجراءات تتعلق بتعزيز التصدي للتدخلات الإيرانية في المنطقة، وتعزيز التعاون الأمني ومواجهة الإرهاب، وتعزيز التعاون فيما يتعلق ببناء قوات خاصة وبناء منظومة مضادة للصواريخ البالستية في دول مجلس التعاون، إضافة إلى تسهيل اجراءات فسح الأنظمة الدفاعية الحساسة لدول المجلس، وتكثيف التعاون في تبادل المعلومات الاستخباراتية، والعمل لإيجاد حلول للمنطقة". وأضاف: "خرج اجتماع القمة بتأكيد التزام الولاياتالمتحدة بدعم حلفائها في دول مجلس التعاون في كل المجالات، وتم الاتفاق بعد اجتماع كامب ديفيد الأول على أن يكون هناك اجتماع بعد سنة في المنطقة لتقييم ما تم التوصل إليه والاستمرار في هذه العملية". ولفت الجبير إلى أن تقييم الولاياتالمتحدة يتم بناء على تعاملها مع المملكة وعلى التزامها بالوفاء في الوعود التي قدمتها، مضيفاً "بغض النظر عما يحدث من وقت إلى آخر، العلاقات السعودية الأميركية تاريخية وإستراتيجية، ويسعى الجانبان لتعزيزها وتكثيفها في كل المجالات، وهي علاقة تزداد متانة وصلابة في كل عقد".