قناتا دبي والإخبارية كانتا نجمي الأسبوع الماضي، صحيح أن القناتين ارتبطتا بحادثتين مختلفتين، ولكن جمعهما ما يعرف ب"الرأي العام" في وسائل التواصل الاجتماعي، المشابه لجماعات الرأي العام في دول العالم، مثل الموجودة وبتأثير كبير في تركيبة المجتمع السياسي الأميركي. قناة دبي وقعت في فخ ما يسمى بالبرامج "المولعة" وهذا المصطلح اسمعه كثيرا من زملاء لبنانيين يتسيدون المشهد الإعلامي الفضائي، منذ انطلاق برامج تلفزيون الواقع بنسختها العربية، ومروراً بالعديد من البرامج التي أحدثت ردود فعل متنوعة على مدار السنوات الماضية، أقول إن دبي نتيجة للتنافس مع مجموعة MBC راهنت على إحداث نقلة مختلفة في البرامج بالاعتماد على نجومية المطربة أحلام والاعتماد على ما أحدثته من إثارة في مشاركاتها مع MBC، وأيضاً الاعتماد على نجوميتها في وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق القناة وبرنامجها على وجه الخصوص. الصدمة التي أحدثتها ردود الفعل على البرنامج كانت قاسية وصادقة ومتنوعة، وأيضاً ارتكزت على حقائق ومؤشرات واضحة، كسرت ردود الفعل في وسائل التواصل الاجتماعي مفهوم "تأثير قوة النجم وعدد متابعيه"- حتى ولو كانوا بالملايين-، وما حصل بالفعل تجاوز ملايين المتابعين الذين تتباهى بهم أحلام وتسوق نفسها للفضائيات بالاعتماد عليهم، وهذه حالة إعلامية جديرة بالدراسة، فردود الفعل التي حدثت كانت أكبر من أي تأثير رغم أنها جاءت بنسبة لا تذكر من عدد متابعي النجمة، وهنا لابد أن نشيد ونحترم ردة الفعل السريعة والإيجابية لقناة دبي الفضائية ومسؤوليها، لتفاعلهم مع آراء المشاهدين، وهنا أجدها فرصة لإلقاء اللوم على قناة MBC كونها المتسبب الأول الذي أتاح الفرصة لبعض المشاهير لاستثارة المشاهدين واعتبار أن ردود الفعل التي كانت ضد أحلام وغيرها في برامج القناة هو مقياس إعلامي للنجاح، وهذا للأسف مقياس تجاري هابط ولا يُعتد به، وكان بالإمكان لقناة دبي أن تستمر بالبرنامج وتقيس الأمور كما كان يقيسها تجار البرامج وتكسب الملايين وبالمقابل تخسر المشاهدين!. على الجانب الآخر كانت ثوان معدودة على قناة الإخبارية لمشاركة شخصية طريفة وغير مؤثرة واشتهر في وسائل التواصل الاجتماعي عندما استغل إعلان الميزانية السعودية لكي يسيئ للسعوديين، ووجد ردود فعل للرد السلبي عليه، واستمتع بها، كون أمثاله يعتبرون مثل هذه الردود نجاحات لهم. هذا الشخص ظهوره للحديث عن الانتخابات الأميركية أثارت الجميع على وسائل التواصل الاجتماعي، جعلت البعض يبالغ كثيراً في ردة الفعل، ووصل الأمر عند بعض الإعلاميين لاستغلال الأمر لتصفية حسابات شخصية، ومع تأكيدنا أن ما تم يعتبر من الناحية المهنية خطأ، ولكن لا يصل الأمر لما تابعناه، فأحياناً ردود الفعل قد تنعكس علينا وعلى واقعنا الإعلامي، فهذا النكرة لم يتحدث عننا كسعوديين بالقناة وإنما شارك برأي عن شأن آخر، والقراءة الإعلامية لمشاركته هي تأكيد على أن هذا الشخص يرغب بالتودد لنا واستغلالنا وتوقع أن دعوة الإخبارية له هي من باب كسب وده، وهذه نظريات الكثير من أمثاله الذين يتوقعون أنهم مؤثرون وبالهجوم علينا سيتم إسكاتهم بالهدف الرئيسي لهم وهو المال، وطبعاً الأمور غير ما توقعه. فكانت سرعة تصرف وشفافية الإخبارية ومسؤوليها محل احترام المتابعين للخطأ الإعلامي الذي حدث، وهنا ومن خلال تجربة مع قنواتنا السعودية، أطالب بالاهتمام بالمعدين وأن لا تكون العملية مجرد أرقام تليفونات يحملها أي متعاون ويطلق عليه "مُعد"، فيجب أن تكون هناك إعادة نظر بهذا العنصر الهام الذي تفتقده قنواتنا التلفزيونية. ما بين دبي والإخبارية دروس إعلامية مهمة، كان النجم فيها المشاهد، وأعطتنا درساً مهماً أن ملايين المتابعين لشخص ما لا تعتبر مؤثرة إذا وجدنا مشاهداً واعياً وقنوات فضائية تحترم وعيه.