تعتبر معارض الكتاب من أهم المحطات في مسيرة المؤلف -خاصة المؤلفين من الجيل الحديث-، فهي تحقق الانتشار للكاتب وتتيح له اللقاء بجمهوره، من خلال منصات التوقيع، ويعد معرض الرياض الدولي للكتاب من أبرز المعارض وأكثرها أهمية بالنسبة للمؤلف السعودي، لذلك نجد أنّ الطاقة الاستيعابية لمنصات التوقيع وصلت إلى (300) مؤلف طوال فترة المعرض، وحول أهمية المعرض وما يمثله للمؤلفين استطلعت "الرياض" آراء بعض المؤلفين الشباب. ضعف التسويق وكانت البداية مع عمر الشهري -صاحب كتاب "نظرة فكر"، الذي قال:" المعرض فرصة مهمة لي وخاصة أن التنظيم هذا العام متميز والاجراءات سهلة وسلسة والمعرض نقطة انطلاق وهذا يعتمد على الكاتب ودار النشر وتسويقهما للكتاب. أما المؤلف الكويتي أحمد الحيدر -صاحب كتاب "112 معلومة ونصيحة للناس المليحة"- فقال: "معارض الكتاب تشكل القاعدة الأساسية للانطلاق وقاعدة التقاء مع الجمهور، وهي فرصة ليعرف المؤلف ماهية ردة فعل الجمهور على كتابه؛ مما يدفعه لتحسين منتجه الثقافي في أعماله القادمة"، مضيفاً: على المؤلف أن يعرف هدفه من الكتاب قبل المشاركة واختيار دار النشر، فهناك دور نشر تقدم مغريات مادية للمؤلف -خاصة إذا كانت صغيرة وتحتاج لإصدارات مميزة-، لكن يعاب عليها ضعف التسويق، بعكس الدور الكبيرة التي تحقق الانتشار للمؤلف، وعلى المؤلف الاهتمام باختيار الدار المناسبة؛ لأنّ الكاتب الكبير إذا اتجه لدار صغيرة فالدار تستفيد وهو يتضرر". جودة الكتاب من جانبها اعتبرت أمجاد عبدالله الشمري -صاحبة رواية "هروب إلى حيث كنت" أنّ مشاركتها الأولى في معرض الكتاب مبهرة وأضافت لها الكثير، مضيفةً: "الفضل يعود بعد الله لوالدي الذي دعمني، وكذلك للدار التي احتضنت الكتاب وقدمتني للمشهد الثقافي"، مشيرةً إلى أهمية جودة الكتاب، فالكتاب الجيد والموهبة هي من ينافس في المعرض، وكثير من الدور تهتم بالمضمون فقط. فرصة ربح وأكّد الشاعر فيصل الحمودي -صاحب ديوان "عدنا كما لم نكن"- على أنّ المعارض تخدم المؤلف وتحفزه على المزيد من العطاء، خاصة عندما يشاهد جمهوره حول منصة التوقيع، فالمعرض فرصة للتسويق والترويج للكتاب بالتعاون مع دار النشر التي يجب عليها خدمة مؤلفيها، موضحاً أنّ هناك سلبيات لدى دور النشر وقد تكون اكثر من إيجابياتها، فاندفاع المؤلف لتقديم منتج ثقافي ورغبته في تقديم نفسه كأحد الفاعلين في المشهد الثقافي يقابل باستغلال بعض الدور له، من أجل الربح المادي، وهناك دور نشر لا تهتم بالمحتوى بقدر الربح المادي، مبيّناً أنّ وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في إقبال الشباب على التأليف. من جانبها قالت هدى مستور -صاحبة كتاب "قبل أن يهوي بك المصعد"-: "لا شك أنّ المعرض فرصة للمؤلف والقارئ على حد سواء، فالجمهور يقبل على شراء الكتب التي عادة لا يجدها إلاّ في المعارض، وهي محطة التسويق الوحيدة تقريبا مشيرة إلى الإقبال على القراءة والتأليف هذا العام". توقيع الشباب ساهم في انتشار حركة التأليف فيصل الحمودي