تشهد المزارات الدينية والتاريخية في المدينةالمنورة هذه الأيام إقبالا كبيرا من الحجاج الذين يتوافدون إليها ويحرصون على زيارتها والتعرف عليها بعد إنهائهم مناسك الحج ومجيئهم للمدينة المنورة والصلاة بالمسجد النبوي، حيث يتوجهون لزيارتها. ويشكل مسجد قباء أهم مسجد في التاريخ الإسلامي بالمدينةالمنورة كونه أول مسجد أسس في الإسلام، ويحرص الحجاج على زيارته أولا كونه يقع في بداية دخول الحجاج للمدينة عن طريق الهجرة، ويشهد تدفقا كبيرا لأعداد الزوار وذلك لورود عدة أحاديث عن فضل الصلاة فيه والتي تعدل أجر عمرة، فيما يحرص الزوار على زيارة ثاني المزارات «مسجد القبلتين» والذي سمي بهذا الاسم لكون القبلة كانت تجاه بيت المقدس فلما نزل أمر الله حولت ناحية المسجد الحرام بمكة المكرمة. أما ثالث المزارات هو موقع غزوة الخندق الذي يعتبر من المعالم الأثرية والتاريخية البارزة التي يزورها القادمون للمدينة من حجاج وزوار ويقع في محيطه مجموعة من المساجد الصغيرة عددها الحقيقي ستة وليس سبعة، كما هي شهرتها ولكنها عرفت ب«المساجد السبعة» ويروي المؤرخون أن مسجد القبلتين الذي يبعد عنها كيلومترا تقريبا، يضاف إليها لأن من يزور تلك المساجد عادة يزور ذلك المسجد أيضا في نفس الرحلة فيصبح عددها سبعة، وهناك من يقول بأنها في الأصل سبعة ولكن أحدها اندثر واختفت معالمه ونسي اسمه، ويزورها الناس لاعتقادهم أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى في بعضها ودعا فاستجيب له، بينما بعضها كان مصلى للصحابة رضوان الله تعالى عليهم في غزوة الخندق؛ وكانوا يتهجدون ويقومون ليلهم بها كل واحد في المصلى الذي سمي به، وتقع هذه المساجد عند جزء من موقع الخندق الذي حفره المسلمون في عهد النبوة للدفاع عن المدينة عندما زحفت إليها جيوش قريش والقبائل المتحالفة معها سنة خمس للهجرة، حيث وقعت أحداث غزوة الخندق والتي تعرف أيضا بمسمى غزوة الأحزاب، ويروي بعض المؤرخين أنها كانت مواقع مرابطة ومراقبة في تلك الغزوة، وقد سمي كل مسجد باسم من رابط فيه عدا مسجد الفتح الذي بني في موقع قبة ضربت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه المساجد على التوالي من الشمال إلى الجنوب: الفتح، سلمان الفارسي، أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، علي بن أبي طالب، فاطمة الزهراء وحاليا تم إغلاقها وافتتاح جامع كبير ليصلي المسلمون فيه. المزار الرابع منطقة سيد الشهداء تلك المنطقة التي حدثت فيها معركة أحد التاريخية الشهيرة في العام الثالث للهجرة والتي استشهد فيها عدد من كبار الصحابة رضوان الله عليهم، وكان في مقدمتهم سيدنا حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه 70 شهيدا تم دفنهم في تلك المنطقة التي تبعد عن المسجد النبوي، وقد سميت المقبرة والمنطقة باسم حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه تعظيما للدور الجليل الذي قام به في تلك المعركة، وبالقرب من المقبرة يوجد جبل الرماة الصغير الواقع في الجهة الجنوبية من جبل أحد، وهو الجبل الذي كان رماة المسلمين يقفون عليه أثناء المعركة لحماية المسلمين من التفاف المشركين من خلفهم.