يا رجاء كانت الدنيا ستتغير لو أنك فقط كتبت أربع بنات من الرياض بدلاً من التعميم وكتابة بنات الرياض. لماذا لم تضيفي كلمة أربع قبل كلمة بنات؟ ربما أن الفكرة لم تخطر في ذهنك؟ إن البعض هاجم وانتقد وطلب من رجاء التوبة فقط لأنها أتهمت بنات الرياض كلهن ممثلة بهن بأربع بنات فقط «لميس، وسديم وقمرة ومشاعل» وكان لابد من رجاء أن تكتب بين الحين والآخر وبين قوسين «أود أن أنبه القارئ الكريم أن البنات الأربع لا يمثلن جميع بنات الرياض». إن مجرد تفكير البعض بأن رجاء كتبت عن كل بنات الرياض من خلال قصة أربع فتيات فقط تفكير مزعج ومؤلم فنحن قد نقرأ عن بنات القاهرة أو دمشق أو باريس ونعرف أن ذلك لا يعني أن كل فتاة تمثل تلك المدينة فلو ان رجاء كتبت عن أربع بنات فاضلات هل كنا سنعمم ونقول ان جميع بنات الرياض فاضلات؟ صحيح قد يقرأ البعض القصة ولا ينتمي إلينا ويقول انظروا هذه هي الفتاة السعودية وفي مدينة الرياض بالذات ولكن ما الذي يهمنا في قارئ على هذا المستوى من ضحالة الفكر وعدم القدرة على التمييز؟ ثم من يريد أن يدافع عن بنات الرياض كلهن من يعرف أن كل بنت في الرياض أو حتى في جدة والخبر كلهن محافظات ملتزمات. إن كانت رجاء قالت بنات الرياض من خلال أربع شخصيات واتهمت بالتعميم وهي لا تقصد. فما بال الطرف الآخر ايضاً يمارس التعميم في نشر الفضيلة والأخلاق العالية والبعد عن الرذيلة لكل بناتنا. إن هذا الطرف لا يعرف هو الآخر عن بعض من بناتنا اللاتي أرى الكثير منهن في العيادة وفي مكتبي ويبحن لي بقصص مغامراتهن في العلاقة بالجنس الآخر وفي ميادين العشق والغرام .. في قصص بعضها أكثر عمقاً مما ذكرته رجاء وقد يكون عددهن عشراً أو عشرين أو أكثر ولكنهن وبلغة العلم لا يمثلن كل بنات الرياض .. صحيح أن بناتنا بخير ولكن الأصح ان بناتنا يحملن قلباً نابضاً بالحب وان بناتنا تعتريهن نزوات وتلاعب للهرمونات فليست هناك هرمونات نمو سعودية المواصفات. وأنهن مثل بنات أية مدينة أخرى في العالم من حيث رغباتهن وآمالهن. وعندما نطلب من رجاء التوبة فإننا نتهمها بأنها اتهمت بنات بعينهن بتهمة الفسوق ولسن مجرد شخصيات وهمية ليس لها وجود حقيقي بل هي انعكاس لجزء من الواقع. لا تضعوا رؤوسكم في التراب كما تفعل النعامة وأفضل لكم أن تقولوا إن بيننا الصالح والطالح وان أية رواية في عنوانها لا تمثل كل المجتمع. وفي النهاية أليس هناك في الرواية ما يستحق الذكر؟ أليست هناك بعض الأفكار الجميلة؟.. ألم تجدوا بعض الموروث الثقافي الذي يجب أن نتخلص منه. مثلاً كيف يفكر الرجل السعودي في المرأة؟ مدى الازدواجية التي نمارسها في تعاملنا مع الجنسين؟ وغيرها من القضايا الاجتماعية. وقفة: طالبتي الحبيبة منيرة محمد السميح «قسم علم النفس» في دراسة متميزة لها عن بنات الرياض كتبت تقول: «فيها نقرأ القدسيات الاجتماعية (العادات والتقاليد والأعراف) كيف تعرقل الكثير من حرياتنا وكيف تغتال الكثير والكثير من أفراحنا). «من الصعب أن نبني في دواخلنا ثقة بأنفسنا لم تزرع أسرنا بذورها فينا لتنبت شجرة شامخة أصلها ثابت وفرعها في السماء». وأخيراً الرواية عبارة عن طرح في منطقة جغرافية لم تصلها أقدام/أقلام وعينا. تسليط الكاميرا/الضوء على المسكوت عنه. تعرية لكل ما هو «عاري» لا يستره سوى خوفنا. حتماً ستجد مقاومة ورفضاً في مجتمع يخشى الصراحة. شكراً يا منيرة أنت رائعة رغم صغر سنك كروعة رجاء في جرأتها وطرحها.