تحولت جلسة التغطية الصحافية (من بيروت) الى مناقشات سياسية ساخنة وكيل من الاتهامات التي صبت على سوريا ، وذلك على حساب قضايا الإعلام التي كانت من المفترض أن تناقش اشكالات التغطية والحقيقة لدى وسائل الاعلام اللبنانية، وكان قد ادار بول سالم مدير مؤسسة فارس جلسة النقاش التي عقدت في دبي امس الأول ضمن فعاليات مؤتمر الاعلام العربي والعالمي، وذلك بمشاركة جوزيف سماحة رئيس تحرير صحيفة السفير ورامي خوري كبير المحررين في ديلي ستار، وزاهي وهبي مقدم برنامج خليك في البيت على تفلزيون المستقبل. ومع بداية النقاش حدثت انعطافة في موضوعات الحوار المعدة سلفا عندما بدء جوزيف سماحة رئيس تحرير السفير بالحديث عن انعكاسات جريمة اغتيال الشهيد رئيس الورزاء اللبناني الأسبق رفيق الحريري على مختلف التوجهات والتيارات السياسية في لبنان، وطبيعة العلاقة مع سوريا ودورها في الحياة العامة اللبنانية. وقال جوزيف سماحة انه ليس سرا أن الصحافة اللبنانية تعرضت لضغوط كبيرة خلال الوجود السوري في لبنان، ولكن كانت هناك ضغوط من نوع آخر تمارس على الصحافيين، تضمنت رشاوي وشراء لمؤسسات صحافية. وأضاف: «عشية اغتيال الحريري لم يكن هناك تابوهات على الصحافة اللبنانية في المجمل، بدليل أن الصحافة كانت منبراً للمعارضة السورية وكتابها الذين نشروا بكثافة في مختلف الصحف اللبنانية. لا شك أن الصحافة تنفست الصعداء عند الخروج السوري، ولكن لا يمكن القول ان انسحاب القوات السورية شكل خطاً فاصلاً بالنسبة لحرية الصحافة في لبنان. في نفس الوقت نشأ نوع من التحريم، في تناول بعض الموضوعات، حيث بات الجميع ينظر بعين الريبة إلى كل صحافي يحاول أن ينظر بعيون مفتوحة إلى ما يقوم به المحقق ميليس». من جهته أشار رامي خوري الى أن الإعلام اللبناني كان رديفا قويا لقوى المعارضة السياسية وساهم بشكل فعال في دعم انتفاضة الاستقلال وإعطائها زخما إقليميا ودوليا كبيرا من خلال تغطية واسعة، إلا أن هذه التغطية لم تركز على حدثين تاريخيين في الحياة اللبنانية أولهما خروج الشعب إلى الشارع للمطالبة بتنحي رؤساء الأجهزة الأمنية، والثاني مدى التناسق المدهش بين الإرادة الشعبية والشرعية الدولية. وبدوره قال زاهي وهبي أن تلفزيون المستقبل تحول بعد جريمة الاغتيال إلى مايشبه حزبا سياسيا، وكان من الطبيعي أن يقف التلفزيون ممثلاً عن أسرة الفقيد، مع الحفاظ على استراتيجية المحطة كمؤسسة وطنية تعكس التنوع الاجتماعي والثقافي في لبنان». وقال وهبي ان الصحافة اللبنانية تعرضت لكثير من محطات القمع، وأن هامش الحرية التي تتمتع به كتب بالدم، ومع ذلك فإن حرية الصحافة تبقى حرية شكلية، وتبقى للصحافة صبغتها الحزبية في كثير من الأحيان. هذا وتشهد الساحة السياسية اللبنانية منذ التمديد للرئيس لحود ومن ثم اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، حالة من الانقسامات وحدة في الاراء تحملها الاطراف اللبنانية معها خارجا الى كل المؤتمرات والندوات الاقليمية والدولية، وكان من ابرزها جولة سعد الحريري الاخيرة في عدة عواصم والتي طالب فيها بمحاسبة المسؤولين عن قتل والده باشارة صريحة منه بتوجيه اصابع الاتهام الى دمشق وحدها، كما اشار الحريري الى انه سيسعى الى بقاء القاضي الالماني ديتلف ميلس على راس لجنة التحقيق الدولية.ويجري ذلك في الوقت الذي تؤثر فيه حكومة فؤاد السنيورة التريث لحين صدور التقرير النهائي للجنة ميليس، والتي انتهت مؤخرا من استجواب كل من رستم غزالة رئيس جهاز الاستطلاع السوري في لبنان سابقا ونائبه جامع جامع في العاصمة النمساوية فيينا.