انتهى ديربي العاصمة بين الهلال وجاره وشقيقه النصر بتعادل عادل بطعمين مختلفين وبقراءة فنية كاملة من المدرب الوطني خالد القروني خريج مدرسة الوسطى نادي (الرياض) هذا النادي الذي أنجب كثيراً من الحكام والمدربين والركائز ك (صلاح السقا) والإداريين والفنيين واللاعبين العمالقة أمثال زيد بن مطرف ومبارك الناصر. هذا النادي الذي يصارع من أجل الحياة والبقاء المشرف الذي يليق بتاريخه الطويل. ٭ إن لقاء الفريقين ليس كما كان في السابق وبالذات في التسعينات الهجرية الذي كان الجمهور الرياضي ينشغل في الحديث عنه قبل اللقاء بأيام وأثناء اللقاء وبعده لما له من قيم نتيجة تلك التقنيات الكروية التي كان يرسمها ذلك الجيل ويسطرها على المساحة الخضراء بذلك الاخلاص والتفاني والعشق والانتماء الصادق بعيداً عن الماديات التي طغت على كل شيء حتى أصبحنا نشاهد عطاءً تجارياً من بعض اللاعبين الذين يلعبون لأنفسهم قبل ناديهم خوفاً من الإصابة والاحتكاكات الشديدة التي ربما تعطل مسيرته الرياضية. ٭ لقد سبق هذا اللقاء ترشيحات مختلفة رشحت الهلال بالظفر بنقاط هذه المقابلة وذلك للنقص في صفوف النصر أكثر منه في نادي الهلال نظراً للمشاركة الخارجية وبعض الإصابات والايقافات. ومنذ ان عرفت هذين الفريقين منذ أكثر من خمس وثلاثون سنة أعرف أن النقص عند أحدهما يولد قوة فترى البديل يبذل كل جهده خاصة عندما يكون هاوياً بديلاً لمحترف لكي يثبت وجوده كما شاهدنا من بعض عناصر النصر الجديدة أو التي ليس لها خبرة ميدانية كافية تحاول ان تثبت أقدامها على أرض الملعب لتجد لها مكاناً في القائمة مستقبلاً وفي اللقاء الأخير تجلت أسمى معاني الروح الرياضية من كلا اللاعبين فقد بدأوا باسم الله وانتهوا والحمد لله حيث تصافحوا بعضهم مع بعض وهذا ما ننشده في مثل هذه اللقاءات حيث تحلى كل اللاعبين بالروح الرياضية. مع نجاح كبير وقيادة حكيم للحكم عبدالرزق العمري ومساعديه الذي نجح في هذه المباراة نجاحاً يسجل له وللجنة الحكام الرئيسية التي أحسنت الاختيار ووقت الحكم أيضاً بمساعدة الفريقين اللذين تفرغا للعب فقط ولم نر تلك الاعتراضات وسوء السلوك رغم وجود بعض الحالات التي صاحبتها ألعاب خشنة هي من طبيعة الممارسة لكنها لم ترق إلى تلك الخشونة المؤذية فتحية لهذا الحكم الذي أتمنى ان يسير على هذا الأسلوب في إدارته للمباريات القادمة وبتلك الشخصية القوية. ٭ أنا أعرف عظم المسؤولية في إدارة مباراة الهلال والنصر فقد أدرتها لعدة سنوات متتالية في التسعينات الهجرية وكنت آخذ كل الاستعداد ولمدة عشرة أيام قبل اللقاء أنام مبكراً وأراجع مواد القانون وأتدرب يومياً لكسب جرعة من اللياقة البدنية التي تمكنني من المتابعة والتنقل خلف الكرة واللاعبين لأرصد كل التحركات داخل الملعب جاعلاً الكرة واللاعبين بيني وبين المساعد.. وهذا هو ما فعله الحكم العمري فقد حاز على قناعة اللاعبين بتلك القرارات المنصفة التي أعطت كل ذي حق حقه. وكنت اتصدر أفكر لو أن الاتحاد السعودي جلب حكاماً من بعض الدول وبتلك المبالغ الطائلة هل كان سوف يخرج هذه المباراة بذلك الاخراج القانوني الذي أجاد فيه حكمنا أشك في ذلك كثيراً فعلينا ان نضع الثقة التامة والكاملة التي لا يجوز تجزئتها ليكون لدينا حكام هم تواقون إلى قيادة مباريات المربع والنهائي لتكن تلك المبالغ التي ترصد للحكام الأجانب أو جزءاً منها جوائز لأحسن أو أفضل حكم أو أكثر وكذلك للمساعدين. وأنا متأكد ان كلاً منهم سوف يبذل قصارى جهده ليكون عند حسن الظن بدون صرف تلك المبالغ الباهضة للحكام المستفيدين الذين قد وقعوا في أخطاء بدائية لا يرتكبها أحد حكامنا المستجدين وهو ما شاهدناه من بعضهم بذلك التقدير لبعض الأخطاء وبتلك القرارات الضعيفة. ٭ إنني أناشد المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب من منطلق خبرتي في هذا المجال ان يضعوا كل الثقة في الحكم الوطني ليكون لدينا حكام نعتمد عليهم مستقبلاً بدلاً من الاعتماد على الاستيراد كما هو في بعض الدول المحيطة بنا حتى المعلقين الرياضيين يتم التعاقد معهم. ٭ شجعوا الحكام واعملوا لهم حوافز وأنا أراهن على نجاحهم اما وان الحوافز معدومة ومكاناتهم تتأخر لسنوات فقل على نجاح التحكيم السلام. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم