لن يجد الاتحاديون أجمل من الهدف الصاروخي الذي سجله زياد الصحفي ليحسم به واحدة من المواجهات المفصلية في "دوري عبداللطيف جميل"، كان الاتحاد قد تفوق على الهلال في جدة بالنتيجة فقط، لكن نجومه ليلة السبت أظهروا بقيادة المدرب العائد فيكتور بيتوركا تفوقا في كل شيء، هناك من يتحدث عن استفادة "العميد" من نتائج تعثر منافسيه الأهلي والهلال، وهي حقيقة يجب أن لا تلغي التدرج السريع اللافت في عطاء الاتحاديين، وتحسن نتائجهم متوجينها بهزيمة المتصدر للمرة الثانية هذا الموسم. فوز جدير للاتحاد، الحديث عن التحكيم لم يكن عاصفا هذه المرة، هناك حالات يمكن الاختلاف حولها، لكن الأهم أن تطنيش الحكم الهنغاري كاساي احتساب ركلة جزاء للهلال جراء لمسة يد واضحة، كان القرار الأسلم الذي نجّى مساعده لعدم رفعه الراية بحجة التسلل، وطالما أن الأخطاء لم تحرم الأحق بالفوز من النقاط الثلاث فهذا هو الأهم. اقترب فريق بيتوركا كثيرا من الصدارة، وأعلن مدربه للمرة الأولى أنه يشعر فعلا بأنه بات منافسا حقيقيا على لقب الدوري، كيف لا يقول ذلك بكل ثقة وهو يرى لاعبيه يؤدون بالتزام، بصفوف مترابطة ويبدون روحا قتالية عالية، يثق المدرب الروماني في إمكاناته وإمكانات لاعبيه من جهة، وفي عدم قدرة المنافسين في الثبات على مستوياتهم من الجانب الآخر، فمن شاهد الهلال المبهر أمام الأهلي في نهائي كأس ولي العهد لا يمكن أن يبرر ظهوره المتواضع ضد الاتحاد. نجران الباحث عن النجاة من الهبوط هزم النصر 43 وألحق بالأهلي أول هزيمة في الدوري 2-1، بعد 51 مباراة لعبها الأخير من دون هزيمة، ألا يحق لبيتوركا أن يتفاءل بمستقبل مشرق للاتحاد؟!. أما الأهلاويون فسيعيشون أياما عصيبة، لا هم الذين استغلوا تعثر الهلال في أكثر مناسبة للانفراد بصدارة الترتيب، ولا هم الذين ابتعدوا تماما عن المنافسة!!، الهزيمة من نجران بعد سجل خالٍ من الهزائم لفترة طويلة سلاح ذو حدين، إما أن تكون جرس إنذار حقيقي لم تحركه سلسلة التعادلات السابقة مع المنافسين صغيرهم وكبيرهم، تعيد ترتيب الأوراق، وعلاج المشاكل التي ظهرت في الفترة الأخيرة وجعلت من أحد لاعبيه يتمنى من المدرب جروس تغيير طريقة اللعب أو بداية هبوط حاد في المستوى والنتائج يؤثر على مستقبله في كل البطولات. الأهلي لا يزال مرشحا من الدرجة الأولى للفوز باللقب، يقف إلى جانب الاتحاد ثانيا 39 نقطة ولا يفصلهما عن المتصدر سوى نقطة وحيدة، وهو ما ينذر بسباق محموم في موسم مختلف لا حضور في صراع قمته للنصر "حامل اللقب مرتين متتاليتين".