وهو عنوان لمقال نشرته إحدى الصحف العراقية وجاء فيه: «حينما ينتقد الصحفيون ومن يسمون غالباً بالملاحظين الموضوعيين المحافظين الطريقة التي اختارها العراق لاختيار الأمثل لبلدهم...» ويمضي المقال بعد أن يقتبس بعض الأحاديث النبوية لينتقد هؤلاء الملاحظين وبالطبع يشيد بدور الولاياتالمتحدة بإرساء الديمقراطية في العراق، وهذا المقال وإن ظهر في صحيفة عراقية فإنه صنع في أمريكا بواسطة شركة إعلامية مقرها في واشنطن اسمها مجموعة لنكولن تقول صحيفة النيويورك تايمز في عددها الصادر بتاريخ 1/12/2005م (وهو خبر نشرته أيضاً اللوس انجيلوس تايمز) إن البنتاغون تعاقد معها لتحرر مقالات تنشرها الصحف العراقية بعد أن تتقاضى مبلغاً معيناً مقابله، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل إن العديد من الكتاب العراقيين يتقاضون رواتب من البنتاغون، وغني عن القول ان هذه الممارسة تفضح زيف ادعاءات الاحتلال الأمريكي وما يردده ليل نهار من أنه يسعى إلى إرساء الديمقراطية وحرية التعبير وضمان حقوق الإنسان ليس في العراق وحده بل في المنطقة بأسرها، والعجيب في الأمر أن الجنرال بيتر بيس Pace رئيس هيئة أركان الحرب المشتركة الأمريكية صرح بأنه لم يعلم عن العقد مع مجموعة لنكولن إلا من خلال ما كتبته اللوس انجيلوس تايمز، وعندما سئل في برنامج Nightline الذي تبثه ال ABC عن ذلك اكتفى بالإعراب عن انزعاجه، ولم يتخذ أي قرار بفسخ العقد مع مجموعة لنكولن، مما يعني أن هناك قوى استخباراتية أقوى من رئيس الأركان هي التي تدير دفة الحرب في العراق وتمتلك السجون السرية في شرق أوروبا وبعض دول منطقة الشرق الأوسط لسجن (الإرهابيين) وتعذيبهم، وهذه القوى بالطبع متحالفة مع اليمين الأمريكي والقوى الصهيونية، وهي التي خططت لاحتلال العراق وتسعى الآن للهيمنة على المنطقة. بقي أن أقول ان ما يفعله البنتاغون ليس جديداً علينا فدار الهلال في مصر بناها الانجليز لتكون مستشفى لجنودها ثم بعد أن اكتملت أهدوها للأخوين زيدان، أما دار أخبار اليوم فقد بناها الأمريكان، كما أن مصطفى وعلي أمين والتابعي وتابعه في ذلك الوقت هيكل في آخر ساعة كانوا متعاملين مع الأمريكيين، وهذا يثبت الحقيقة التاريخية التي تقرر أن الغزو الثقافي يسبق الغزو العسكري والهيمنة السياسية، فحذار من المشاريع الأمريكية التي تخطط للمنطقة وإن تلبست بثوب (عار) من الديمقراطية وحرية التعبير وضمان حقوق الإنسان وتحرير المرأة العربية..