سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تراجع أسعار البتروكيماويات بحدة في الأقاليم الأكثر إنتاجاً واستهلاكاً بالعالم في يناير فيما احتفظت المصانع السعودية بالمزايا التنافسية رغم ارتفاع الإيثان
تراجعت أسعار البتروكيماويات والبوليمر بشكل حاد في يناير في الأقاليم الأكثر إنتاجا واستهلاكا حيث شوهد انخفاض الأسعار في جميع قائمة المنتجات متأثرة باستمرار انخفاض أسعار النفط في ظل الضلال المعتم لحالة الطلب التي يخيم عليها الغموض الاقتصادي العالمي. وقد انعكس التوتر في الأسواق المالية والسلع في بداية السنة بشكل كامل على البتروكيماويات والبوليمرات، في وقت أضحت أسعار البوليمر والعطريات وحتى الميثانول في الولاياتالمتحدة الأكثر انخفاضاً خلال الشهر. وتابعت "الرياض" أسعار الاثيلين والبروبلين، والعطريات، والبوليمر التي شهدت انخفاضاً حاداً في شمال شرق آسيا، على النقيض من أسعار البوتادين التي كانت الأعلى على مدى شهر، في وقت اعتادت الأسواق الاسيوية تبوء الريادة في انتعاش أسعار القطاع بالتوجه السريع المرتبط بالوضع العالمي وقضايا العرض والطلب أكثر المحلية، وكانت أسعار كافة الأوليفينات، والعطريات، والبوليمر، والميثانول الأقل في يناير. وأخذت الأسعار في الانخفاض في يناير 2016 إلى نقطة متدنية لم تشهدها منذ منتصف عام 2009 عندما انتعش القطاع في أعقاب الأزمة المالية لعام 2008، في وقت شهدت أسعار البتروكيماويات والبوليمر انخفاضاً رغم انخفاض تكلفة اللقيم المرتبط بالنفط لبعض الموردين وانخفاض أسعار سوائل الغاز الطبيعي في الولاياتالمتحدة. وتراجعت أسعار القطاع في الولاياتالمتحدة 1.6% في يناير في أعقاب الاتفاق على إتمام تعاقدات بين البائعين والمشترين، باستثناء الإيثلين، والستايرين، والبولي فينيل كلورايد (PVC)، وكانت أسعار البولي سترين في الولاياتالمتحدة دون تغيير في يناير مقارنة بالشهر السابق. وانخفضت أسعار شمال شرق آسيا بنسبة 1.9٪ على أساس شهري باستثناء ارقام الباراكسيلين، والستايرين التي لم يستقر. ومع هذا التراجع في أسعار الشهر تشير التوقعات إلى أن هوامش السعر بين النافثا والمونومرات مثل البروبلين والإيثلين، من المرجح ان تكون بحدود 400 دولار للطن معظم 2016. يأتي هذا التراجع في أسعار قطاع البتروكيماويات العالمي في يناير في وقت لا تزال مصانع البتروكيماويات السعودية تحظى بمزايا نسبية في التكاليف الإجمالية في الإنتاج والتسويق رغم ارتفاع أسعار الإيثان تماشيا مع الأسواق الدولية. وعلى الرغم من رفع أسعار الإيثان في المملكة، إلى 1.75 مليون وحدة حرارية بريطانية (مليون وحدة) من 0.75 مليون وحدة، إلا انها لا تزال أقل بكثير من الأسعار السائدة في الولاياتالمتحدة البالغة 2.097 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، في وقت لا يزال الطلب على الإيثان يشهد ثباتا من مصانع البتروكيماويات الامريكية حتى الآن في عام 2016. وساهم رفع أسعار الإيثان في المملكة الذي لم يكن مفاجأً وكان متوقعاً بعد تلميحات حكومية سابقة على مدى أعوام في تحفيز الشركات لتنويع المواد الخام التي تعتمد عليها في انتاج البتروكيماويات من خلال الابتكار والابداع لتطوير تقنيات الإنتاج وتنميته وتنويع المنتجات واستغلال مزايا البنية التحتية التنافسية المتاحة في المملكة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، والعمل على تحسين الكفاءة الإنتاجية واعتمادية المصانع وتقليل التكاليف الأخرى وترشيد الانفاق وتعزيز روح المبادرات الخلاقة والابداع من اجل تحسين الأداء. فضلا عن شروع العديد من الشركات البتروكيماوية الكبرى بالمملكة بالتركيز على الصناعات التحويلية التي تعتمد على منتجاتها الأساسية وبالتالي وقف الهدر المفرض في استهلاك الغاز الذي تقوم عليه أيضاً صناعة التحلية والطاقة التي تشكل العصب لموارد المملكة. ومع انخفاض التكلفة وتحسن الهوامش في آسيا بسبب تراجع الخام، يسعى موردو البتروكيماويات الإقليميين نحو تحمل زيادة الانتاج مع خفض أسعار الصادرات، في تناقض وأضح مع خطط المنتجين السعوديين الذين يتجهون نحو رفع الأسعار لتمرير ارتفاع تكاليف الإيثان، في وقت يعتمد العديد من المنتجين الآسيويين في إنتاجهم على استخدام النافثا لقيما لإنتاج البتروكيماويات، الأمر الذي يمكنهم تقدم أسعار مغرية لكسب حصة في السوق.